بروكسل ـ عادل سلامه
استأنفت المحكمة الابتدائية في بروكسيل محاكمة المتهمَين صلاح عبدالسلام، المتغيّب عن الجلسة، وسفيان عياري، في قضية الاعتداء على رجال أمن في آذار/ مارس 2016. وأكد ممثلو الشرطيين ضحايا المواجهة المسلحة أن الظروف التي تحرّك في ظلها المتهمان تؤكد دورًا قتاليًا اضطلعا به، وأوضحت محامية الضحايا، فاليري لوفيفر، أن «صلاح تغيّب وكل متغيّب مخطئ». وكان أعلن مقاطعته جلسات المحكمة وبقاءه في زنزانته في سجن فرنسي، فيما حضر عياري.
وحضر الجلسة المحامي سفين ماري، للدفاع عن عبدالسلام، بعد انقطاع دام أكثر من عام، وطالب بالإفراج عن موكله على خلفية عيب إجرائي، يتمثل في صوغ قاض فلمنكي المذكرات، علمًا بأنها يُفترض أن تكون باللغة الفرنسية، لعدم إجادة موكله اللغة الفلمنكية، وكان سفين ماري وصف مستوى ذكاء موكله عام 2016 بأنه في «مستوى مطفأة سجائر خاوية».
وشددت فاليري لوفيفر على أن سفيان عياري هو «أحد المنسقين الأساسيين لاعتداءات باريس وبروكسيل»، وعرضت مسيرته من تونس إلى سورية أواخر عام 2014، حين انضم إلى تنظيم «داعش لمحاربة النظام السوري»، وفي كل محطة من رحلته إلى أوروبا صيف 2015، التقى سفيان منسّقي اعتداءات باريس وبروكسيل ومنفذيها. وأضافت: «التقى سفيان في جزيرة ليروس اليونانية، في 20 أيلول/ سبتمبر 2015، أسامة كريم المُتهم في تفجيرات مترو بروكسيل. وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، نقل صلاح عبدالسلام سفيان عياري، ومحمد بلقايد "جزائري قُتل في المواجهة مع رجال الأمن في بروكسيل"، من مدينة أولم في ألمانيا إلى العاصمة البلجيكية».
واعتبر عيسى غولتزار، محامي الدفاع عن عياري، أنه ضحية تائه «لأنه لا يستطيع تفسير ما يحدث بحكم وضعه المعقد ويعيش معاناة داخلية»، ونفى أن يكون موكله أطلق النار على رجال الأمن، مشيراً الى أن مَن قُتل في المواجهة هو مَن شارك فيها، وأن موكله هرب لأنه لا يريد الموت، علمًا بأن عقيدة «داعش» تشير إلى سعي عناصره إلى الموت شهداء.
وقرأت ممثلته الثانية لور سيفران نبذة عن المتهم التونسي، مشيرة إلى أنه «وُلد في ضاحية شعبية في تونس العاصمة، وهو أخ شقيق لأربعة في عائلة من ستة أفراد». وقرأت رسالة باسم والديه يقولان فيها إنه «كان مولعًا بالرياضة وطالبًا نجيبًا»، إلى أن فوجئا باختفائه نهاية عام 2014.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif