الرباط - كمال العلمي
شهدت أطوار مناقشة الميزانية الفرعية لمجلس النواب، الليلة الماضية، إثارة مجموعة من التحديات والإشكاليات التي تواجه “نواب الأمة” في أداء مهامهم؛ من أبرز تلك التحديات والإشكالات تحسين ظروف الاشتغال وتوسيع البرلمان والاشتغال على تحسين صورة البرلماني لدى المجتمع ومواجهة التبخيس. وحمل راشيد الطالبي العلمي، رئيس الغرفة الأولى، المسؤولية للسياسيين عن الصورة المكرسة في المجتمع عنهم.
وقال الطالبي العلمي، في تفاعله مع مداخلات النواب، إن “الصورة نحن السياسيون الذين نسيء إليها، ونتشاجر فيما بيننا، وكل واحد يخاف أن ينافسه الآخر في الانتخابات”، مؤكدا “نحن من يخلق هذه الصورة حتى لا نتهم طرفا آخر”.
وأضاف رئيس مجلس النواب، في خطاب مباشر إلى مختلف الفرق والمجموعات النيابية: “راه الفيسبوكيين ديالنا “الأحرار” والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، كل واحد له نصيب، لنتكلم بصراحة، ونحن من يخسر”، في إشارة إلى أن كل حزب يمتلك “كتيبة” تدافع عنه وتهاجم المنافسين في وسائل التواصل الاجتماعي وشبكاتها التي باتت مؤثرة في الرأي العام.
وزاد الطالبي العلمي موضحا: “هذه الصورة لن أصلحها، بما أن هناك تنافسا إيجابيا، اللهم يكون هذا التنافس أو لا يكون شيء”، معتبرا أن قناة البرلمان يجري الاشتغال عليها من أجل إنضاج شروطها الضرورية لإطلاقها.
وأفاد الطالبي العلمي: “تقدمنا شوط، واتفقنا على البث المباشر للنقاش العام في اللجان اتفقنا عليه، والإشكال ما زال في التطبيق، والسرية في المناقشة التفصيلية والمصادقة”، مؤكدا أن العمل يتقدم و”آنذاك سيكون الرأي العام على اطلاع على النقاش العام”، في إشارة إلى أن البرلمان لا يتوفر على القدرات اللازمة والإمكانيات الكافية لإطلاق القناة البرلمانية.
وبخصوص الدبلوماسية البرلمانية، اعتبرها الفاعل السياسي المنتمي إلى الحزب القائد للتحالف الحكومي الحالي “موضوعا شائكا ومعقدا، وليس بالبساطة التي نتصورها”، مبرزا أن هذا الموضوع فيه تداخلات؛ “لكن فيه أمر مهم هو مصلحة البلاد.. وعندما تكون أنخرط في ذلك، وعندما تغيب أنسحب ولا أتدخل في شؤون الآخرين”.
وزاد موضحا: “قراءتي للخطاب الملكي ليوم الاثنين، أنه قدم للعالم صورة أن هناك مناطق النزاع موجودة في كل منطقة، وأنا أوفر لكم منطقة سلم نشتغل عليها جميعا وليس المغرب لوحده”، وأضاف: “23 دولة عندنا المشترك نوظفه، وصورة السلم ينبغي أن تكون مسترسلة من الأعلى إلى الأسفل، وأي تحرك غير مضبوط يمكن أن يخلخل هذا البناء”.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن المغرب “لا يريد أن يكون طرفا في النزاعات، ونريد أن نكون آخر واحد يأتي ويجمع، والحل يوجد في المغرب”، موضحا أن لهذا السبب لم يحضر المغرب في اجتماع البرلمان الإفريقي الأخير.
وكشف رئيس مجلس النواب أن المملكة ترد عليها طلبات لرعاية الحوار بين الأطراف المتنازعة في إفريقيا، حيث قال: “لدينا طلبات لعقد لقاءات في المغرب، تكون فيها بعض الصراعات نرفضها، ونطالبهم بحل المشاكل فيما بينهم، ثم مرحبا بهم في المغرب”، مشددا على أن هذا المنطق حتى “نحافظ على صورة السلم التي يسير فيها المغرب، والتي لا تقدر بثمن؛ لأن مناطق النزاع موجودة في كل العالم”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
رئيس مجلس النواب المغربى يُحذر من مخاطر الإرهاب والانفصال على إفريقيا