الرئيسية » في الأخبار أيضا
عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة

الرباط - كمال العلمي

بالتزامن مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإجماع أعضائها الـ193، “قرارا تاريخيا بالغ الأهمية” تقدَّم به المغرب ضد حرق المصحف وخطاب الكراهية، مع تواتر حوادث مشابهة في ظرف زمني قصير، أبدى المغرب، على لسان ممثله الدائم في الأمم المتحدة، رفضه “الشديد” لتعديل شفوي على الفقرة 13 من القرار المذكور.

عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، سجل في معرض ردّه على مداخلة لممثل إسبانيا باسم تكتل الاتحاد الأوروبي أثناء التداول واتخاذ القرار ضد “حرق المصحف الشريف وخطاب الكراهية”، بخصوص الفقرة 13 من القرار الأممي المعتمَد بتوافق الآراء، أن “حرق كتاب مقدَّس ليس حرية تعبير، بل هو اعتداء على الكرامة الدينية للأشخاص”.

وقال هلال بنبرة رد قوية: “إن عمليات الحرق التي تسيء وتمسّ مليارا من البشر تشكل مساً واضحاً بالحرية الدينية للآخر، لأنها نفي وإنكار وإقصاء للديانة الأخرى، كما أنها إنكار للأشخاص مُعتنقي هذا الدين”، مستشهداً في حديثه بالقولة الشهيرة للفيلسوف جان جاك روسو: “حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر”.

واستنتج أن “المقارنة التي يقوم بها البعض مع حرية التعبير ليست في محلّها المناسب في هذا السياق”، مستدلاً بأن “حرية التعبير هي أن نقول ونكتب ونقوم بما نريد ما لم يمُسّ الآخر”.

“لقد تفاجأنا مع غَيْر قليل من الأسف بحديث بعض الدول عن إدخال هذا التعديل على القرار؛ لأن الفقرة 13 لا تحمل أي جديد أو مستجد بخصوص مرجعية القرار إلى القانون الدولي”، يقول السفير المغربي لدى المنظمة الأممية، مسترسلا: “أودّ التذكير هنا بأن الفقرة 13 تُعيد استخدام اللغة الحرفية الواردة في الفقرة 9 من ديباجة القرار رقم 73/328 والفقرة 10 من ديباجة القرار رقم 75/309”.

وتابع الدبلوماسي المغربي شارحاً: “لطالما كان انتهاك قواعد القانون الدولي متضمناً ومُشاراً إليه بوضوح في نص القراريْن الأممييْن السابقين ضد مكافحة خطاب الكراهية؛ غير أنه مع إضافة المرجع إلى الرمز الديني والكتب الدينية المقدسة، يريد مُرَوّجو هذا التعديل ألا نعتمد القانون الدولي كمرجعية واضحة”.

السفير هلال جدد على مسامع أعضاء الأمم المتحدة التذكير بأن القرار الجديد يشكل استمرارية للقرار التاريخي للجمعية العامة (73/328)، وهو الأول من نوعه بشأن خطاب الكراهية، الذي تم تبنيه في سنة 2019، وكذلك القرار اللاحق (75/309) الذي أعلن في سنة 2021 عن تخليد 18 يونيو من كل عام “يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية”.

وأوضح هلال قائلا: “الإشارة إلى الرمز الديني وإلى الكتاب المقدَّس لا يَظهر لها أثر في مشروع المسودّة صفر من قرارنا”، قبل أن يضيف مستدركاً: “لم نكن نرغب في أي وقت في الإشارة إلى ذلك، إلاّ أن ما حصل من تطورات متسارعة في بعض البلدان فرَض رد فعل من العالمَيْن العربي والإسلامي”. وزاد في نبرة مكاشفة صريحة: “كان هناك أفراد أحرقوا القرآن أمام السفارات في تحدٍّ سافر لـ2 مليار مسلم عبر العالم”.

ولفت انتباه أعضاء الأمم المتحدة إلى أن “آخرَ فعل لإحراق المصحف كان فقط هذا الصباح، في مشهد أصبح يتكرر تقريبا كل يومين أو 3 أيام، وكأن العالم في حاجة إلى مثل هذه التصرفات، وكأن البيانات والتصريحات الصادرة عن دُوَلِنا وكذا ردود فعل الدول التي لا تريد لنا الاحتفاظ بهذه الفقرة، لم تكن كافية (…) لا أتحدث فقط عن القرآن، بل يمكن أن يتعلق الأمر بالتوراة أو الإنجيل، ونحن ندافع عنها جميعها. إننا مُلزَمون بأن يكون الشعور الديني للآخرين محط احترام وتوقير”.

وفي ختام كلمته، عبّر السفير هلال عن “رفض المغرب القاطع والشديد لهذا التعديل على القرار الأممي”، وقال: “نريد أن نطلب ونلتمس من كل المؤمنين بالتعايش المشترك وحرية العبادة وأولئك الذين يعارضون الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية المسيحية، أن يُصوّتوا ضد هذا التعديل الشفوي”.

وخلص إلى أن “المغرب باعتماده لهذا القرار المدين لخطاب الكراهية لا يدافع فقط عن بلاده أو القرآن، بل عن الكتب الدينية المقدسة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”، مسجلا أنه “التزام أخلاقي وسياسي في الوقت نفسه”.

“أود تجديد الدعوة إلى التعايش وقبول الآخر، والعالم في حاجة إلى التسامح والتعايش مع التفاهم، وقبل كل شيء في حاجة إلى التضامن لمواجهة الفاشية والتطرف والشعبوية ومواجهة كل ما من شأنه أن يهدد انسجام الشعوب والحضارات والديانات”، يشدد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عمر هلال يؤكد أن الملك محمد السادس جعل من القضية الفلسطينية أولوية وطنية

عمر هلال يؤُكد أنه لو طبقت الأمم المتحدة مبدأ تقرير المصير وفق التأويل الجزائري سنصبح أمام 600 دولة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المغرب ضمن المجموعة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني العالمي…
رئيس الجامعة الملكية المغربية يتعرض لحادث سير بالعاصمة الرباط
الحكومة المغربية تتجه إلى دمج نظام التأمين الإجباري الأساسي…
عباس يتوجه إلى مدريد في زيارة رسمية بدعوة من…
يائير لابيد يحث نتنياهو على إنجاز إتفاق الهدنة في…

اخر الاخبار

الوكالة الدولية الذرية توقع اتفاقيتي شراكة مهمتين مع المغرب
مطالب بحضور الناطق باسم الحكومة المغربية إلى البرلمان لتنوير…
الجمارك المغربية تُجهض محاولة إدخال كمية كبيرة من الكوكايين…
مجلس الحكومة المغربية يدرس ثلاثة مشاريع مراسيم الخميس المُقبل

فن وموسيقى

احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…
ظافر العابدين يبدء ثالث تجاربه في الإخراج بفيلم صوفيا…

أخبار النجوم

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
محمود عبد المغني يشارك في دراما رمضان 2025 بـ“جوما”
أحمد الفيشاوي يكشف عن التأثير الذي سوف تتركه أعماله…
أحمد حلمي يدعم منى زكي بعد ترشيح فيلمها للأوسكار

رياضة

ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
انتخاب عادل هالا رئيساً جديداً لنادي الرجاء الرياضي لمدة…
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي
مدرب منتخب المغرب يُوجه رسالة إلى يحيى عطية الله…

صحة وتغذية

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…
"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

الأخبار الأكثر قراءة

زكي شهاب يتحدث عن الشأن الداخلي لـ"حماس" ويُعلن عن…
المحكمة الدستورية تؤشّر على النظام الداخلي لمجلس النواب المغربي
راشيد الطالبي العلمي يرفُض منطق البيع والشراء في البرلمان…
الملك محمد السادس يُهئ رئيس جمهورية سنغافورة بمناسبة العيد…
سيدة تُنهي حياتها بتناولها لكمية من الماء القاطع بالعرائش…