الجزائر ـ ربيعة خريس
خيّمت التحديّات الأمنية التونسية الجزائرية، على الاحتفالات المشتركة بذكرى أحداث ضاحية ساقية سيدي يوسف، والتي حضرها كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية والتونسية، واحتضنتها محافظة ساقية سيدي يوسف التونسية، منذ يومين.
وصرّحت مصادر حكومية مسؤولة لـ "المغرب اليوم"، بأن كلًا من وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، ووزير الداخلية والدفاع التونسي الهادي مجدوب وفرحات الحرشاني، إضافة إلى مسؤولين أمنيين جزائريين، تناقشوا خلال الاحتفالات التي احتضنتها محافظة ساقية سيدي يوسف التونسية، مسألة الإرهاب التي أضحت تُشكّل خطرًا كبيرًا على الحدود الشرقية بين الجزائر وتونس، والتهريب والتدفق الكبير للأسلحة وجرائم أخرى عابرة للأوطان.
واستغل وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، خلال لقاء نظيره التونسي، لتجديد رفض الجزائر إقامة أي مشاريع أمنية عسكرية بين الجزائر وتونس. وكان الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أكد في تصريحات، أدلى بها منذ شهرين، لقناة تلفزيونية محلية، أنه هو من اتخذ قرار السماح للطائرات الأميركية بدون طيار بالانطلاق من قواعد عسكرية تونسية لمصلحة تونس.
وأكّد الرئيس السبسي وجود 70 عسكريًا أميركيًا لتدريب العسكريين التونسيين، وهم من يقومون بتسيير الطائرات بدون طيّار، لكون العسكريين التونسيين ليست لديهم الكفاءة لذلك..وأوضح الرئيس التونسي: "اتفقنا مع الأميركيين على تسليمنا هذه الطائرات بدون طيار، بعد أن يتم تدريب العسكريين التونسيين الذين يمكنهم تسييرها". وبرر الأمر بوجود خطر إرهابي قادم من منطقة معنية"، في إشارة إلى ليبيا، ومضيفًا أنه "يجب أن نفعل ما يجب فعله لحماية تونس، ولتلافي أن تكون هناك بن قردان 2 أو بن قردان 3.
وتحدث عن توجس الجزائر من هذه القواعد الأجنبية في تونس، قائلًا إن "الجزائر غير معنية بمنطقة طيران الطائرات الأميركية بدون طيار وقد قمنا استباقيًا بإبلاغ الطرف الجزائري، وليس لدينا أي لبس في العلاقات مع الجزائر ونحن نتعاون منذ فترة في مجال مكافحة الإرهاب.
وتقدمت الولايات المتحدة، منذ عامين تقريبًا بطلب لدول في شمال أفريقيا لاستقبال طائرات بدون طيّار لتعزيز مراقبتها لتنظيم "داعش" في ليبيا، وأنها تجري مباحثات بشأن ذلك حسبما كشفته تقارير إعلامية أميركية. ولم تكشف التقارير الإعلامية آنذاك، من الدول المعنية بالطلب الأميركي.
وفسّرت التقارير الإعلامية، طلب الولايات المتحدة الأميركية بإقامة قواعد في إحدى هذه الدول على أنها تحاول أن تفهم ما يجري في المناطق الخاضعة لنفوذ "داعش"، وخاصة في ليبيا التي تخضع الآن لسيطرة العديد من الجماعات المتطرفة.