طرابلس ـ فاطمة السعداوي
دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، جميع أطراف الأزمة في البلاد إلى الاجتماع لمناقشة آلية إنهاء الصراع، بما يعزّز فرص تنفيذ الاتفاق السياسي وذلك بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي، بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، على الكثير من المناطق الليبية.
وألمح السراج في بيان رسمي، الأربعاء، إلى رفضه الدخول في قتال مع القوات التي يقودها الفريق خليفة حفتر شرقي ليبيا، والتي فرضت سيطرتها على الموانئ النفطية الرئيسية في عملية انطلقت الأحد الماضي. كما أكد رفض جميع الليبيين لأي تدخل عسكري خارجي يهدّد وحدة وسلامة الأراضي الليبية.
البرلمان يرقّي حفتر
في المقابل، رقّى رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، قائد القوات المدعومة من هذا البرلمان خليفة حفتر إلى رتبة مشير، وذلك بعد نحو سنة ونصف من ترقيته إلى رتبة فريق أول، وغداة سيطرة القوات التي يقودها على موانئ تصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا.
وقال بيان مقتضب نُشر على موقع البرلمان المنتخب "أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية المستشار عقيلة صالح عيسى، قراراً بترقية القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية الفريق ركن خليفة بلقاسم حفتر إلى رتبة مشير".
وطلب صالح من حفتر ترقية ضباط وضباط صف "القوات المسلحة العربية الليبية تقديرا للدور البطولي الذي تؤديه قوات الجيش بكل شجاعة واقتدار لمكافحة الإرهاب بكامل التراب الليبي وصون وحماية مقدرات الشعب".
حفتر والانشقاق عن القذافي
ويتحدر حفتر من الشرق الليبي، وهو من مواليد العام 1943، شارك في الانقلاب الذي قاده الزعيم الليبي السابق معمر القذافي عام 1969 قبل أن ينشق عنه أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويغادر إلى الولايات المتحدة للإقامة هناك لينضم إلى قيادات معارضة.
وإبان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر في خضم الحرب الليبية -التشادية (1978-1987) وحدة خاصة، لكنه وقع في الأسر مع مئات العسكريين الآخرين، ليتبرأ منه نظام القذافي وقتها، قبل أن ينقل إلى الولايات المتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.
بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود قوات برية في الجيش إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011. وبعدها أحاله المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الأول بعد الثورة، على التقاعد مع عدد من الضباط الكبار.
لكن البرلمان الحالي أعاده إلى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطا متقاعدا آخرين مطلع يناير/كانون الثاني 2015 قبل أن يؤدي في التاسع من مارس/أذار من العام نفسه اليمين قائداً عاماً للقوات الليبية، بعد أن منحه البرلمان رتبة إضافية ورقاه إلى فريق أول.
وجاءت ترقية حفتر إلى رتبة مشير غداة سيطرة القوات التي يقودها على منطقة الهلال النفطي في شرق ليبيا وطرد القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً من هذه المنطقة.