الرباط -المغرب اليوم
بعد كل تساقطات مطرية في المغرب، تتحول أزقة عدد من الأحياء بسبت أولاد النمة، ب إقليم الفقيه بن صالح، (حي الإنارة، سيدي بن عدي، جانب من حي الهدى، حي النخلة والعلاوة والياسمين، والرجاء 2، وحي كريم …) إلى برك مائية وركام من الأوحال، ما ينغص على الساكنة حياتها العادية.السعيد النحال، فاعل جمعوي من حي سيدي بن عدي، قال إن ساكنة عدد من الأحياء تتجرع مرارة العيش كلما تهاطلت الأمطار، بسبب الوضعية الشاذة التي لا تزال تعرفها شوارع المدينة بأغلب الأحياء الهشة، مشيرا أن هذا الحال يتكرر كل موسم شتاء دون أن يتدخل المسؤولون
وأضاف النحال، في تصريح لهسبريس، أن فعاليات المجتمع المدني ترافعت منذ أزيد من سنتين من أجل تأهيل هذه الأحياء، لكنها وجدت مقاومة من طرف “بعض المستفيدين” من الوضع الحالي، حيث غالبا ما تشكل هذه الأحياء ورقة مربحة أثناء كل استحقاقات انتخابية.وأوضح النحال أن “الجمعيات المدنية استطاعت من خلال لقاءات عدة مع السلطات الإقليمية والمجلس الإقليمي، انتزاع اتفاقية شراكة مع هذا الأخير تخص مشروع التبليط، بدعم يساوي مئات الملايين من السنتيمات، إلا أن تنزيلها على أرض الواقع لم ير النور بعد، بسبب بعض الإجراءات التي نشكك في أن من ورائها بعض المنتخبين”.
واستطرد الفاعل الجمعوي ذاته قائلا: “نحن كجمعويين نشجب كل الأساليب التي تسببت في تأخير مشروع التبليط، ونرفض اجترار هذا الواقع المرير، حيث كلما تهاطلت زخات مطرية تجد الساكنة نفسها محاصرة بالمياه والوحل في غياب بنية تحتية أساسية، ما يعيد المبادرات الترقيعية نفسها في غياب حلول جذرية”.وقال ربيع مجيد، ناشط جمعوي من حي الدرانحة بمدينة سوق السبت، إن “السلطات المحلية والإقليمية تفاعلت مع مطالب الجمعيات، خاصة في ما يتصل منها بالتبليط والصرف الصحي والماء والكهرباء، ودعمت مشروع التبليط الذي وافق المجلس الإقليمي على تمويله بحوالي 2.5 مليار سنتيم، لكن المجلس الجماعي للمدينة، رغم كونه شريكا في المشروع، تباطأ نوعا ما في تنزيله بسبب تعديلات في الاتفاقية”.
وشدد نشطاء جمعويون من حي النخلة، وهو واحد من أكبر الأحياء القديمة بالمدينة، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، على أهمية مشروع التبليط، مطالبين بالإسراع بتنزيله ولافتين الانتباه إلى أنه لا يختلف من حيث معاناته مع باقي الأحياء الهامشية التي لم تنل حظها من التنمية المحلية، مشيرين إلى أنهم كانوا سباقين إلى طرح المشكل أمام عامل الإقليم الذي خصص زيارة الى الحي للإنصات إلى الساكنة.
وفي تعليقه على الموضوع، أوضح مستشار جماعي، عن المجلس الجماعي لسوق السبت، (فضل عدم ذكر اسمه)، أن المجلس سبق أن شخص ضمن برنامج عمله مختلف الإشكالات التي تعاني منها أحياء المدينة، وفي هذا الإطار اعتبر موضوع التأهيل، ومن ضمنه مشروع التبليط، من الأولويات التي يجب إيلاؤها الأسبقية.
وأشار المستشار ذاته إلى أن المجلس الجماعي أبرم اتفاقية شراكة مع المجلسين الجهوي والإقليمي ووزارة الداخلية للحصول على دعم يناهز 8 مليارات من السنتيمات لتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، كما صادق في هذا الإطار على اتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي للفقيه بن صالح والمجمع الشريف للفوسفاط بتمويل من هذا الأخير يناهز 3 مليارات من السنتيمات.
قد يهمك ايضا
مؤشرات الموسم الفلاحي في جهة الشرق تبعث الأمل
استمرار موجة البرد وتساقطات مطرية منتظرة اليوم بعدد من مناطق المملكة