تونس ــ حياة الغانمي
انتشلت دورية للحرس البحري، أمس السبت 3مايو /أيار، قبل الإفطار بدقائق في سواحل جربة جثتين متعفنتين, وقال مصدر من الحرس البحري إن المعاينة الأولية للجثتين بينت أنهما من أصول أفريقية، وأن الضحيتين غرقا منذ فترة ولفظتهما أمواج البحر، مؤكدًا أن حوادث غرق قوارب المهاجرين السريين، تكررت في الفترة الأخيرة وتفاقمت إلى درجة تبعث على الحيرة.
وبلغ عدد الجثث التي تم دفنها من قبل متطوعي الهلال الأحمر في معتمدية جرجيس خلال 72ساعة الفارطة، 14جثة تم العثور عليها بالقرب من شواطئ الجدارية وجرجيس وحالتها متآكلة ومتعفنة, وتم انتشالها من قبل الوحدات البحرية للحرس الوطني في معتمدية جرجيس والحماية المدنية في نفس المعتمدية وفق ما كشف الدكتور المنجي سليم رئيس الهيئة الجهوية للهلال الأحمر في مدنين.
ووفق المصدر نفسه، كان أخر عدد للجثث التي تم انتشالها بعد ظهر السبت 3 جثث إحداها لطفل لا يتجاوز عمره 5 أعوام وامراة ورجل, ويرجح أن جميع الجثث التي تم انتشالها هي لأفارقة حاولوا الوصول للسواحل الإيطالية انطلاقًا من السواحل الليبية.
وفي سياق متصل بعمليات الدفن، كشف الدكتور المنجي سليم أنها تتم عن طريق متطوعي الهلال الأحمر التونسي في جرجيس وباستعمال سيارة تابعة للهلال , وللعلم فإن الأفارقة يغادرون بلدانهم هربًا من الفقر والحروب وعدم الاستقرار السياسي والتقلبات المناخية، وعدد من هؤلاء يبيعون كل يملكون لتمويل رحلة السفر والتي غالبًا ما تكون شاقة ومحفوفة بالمخاطر من الكاميرون والنيجر والسينغال ودول أخرى، حيث يهرب مهاجرون من جحيم حياتهم اليومية باتجاه أوروبا.
وخلال رحلة العبور الأولى لدول أفريقية يتعرض مهاجرون لمخاطر متنوعة، فمنهم من يسقط في أيدي عصابات تستولي على أموالهم وتعنفهم وتقتلهم في بعض الأحيان، ومنهم من تتخلى عصابات تهجير البشر عنهم بعد الاستيلاء على كل ما يملكون من أموال وزاد ليموتوا جوعًا وعطشًا، ومات مهاجرون أفارقة وهم يحاولون تسلل الأسلاك، وأخرون وهم كثيرون قضوا غرقًا عند ركوبهم البحر, مئات الأفارقة يموتون سنويًا في البحر، أثناء محاولاتهم الوصول للضفة الأوروبية, ودقت منظمات متخصصة وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة ناقوس الخطر بخصوص تنامي الظاهرة .
ويعتبر المسؤول الأول عن الفظاعات التي تعترض مهاجرون أفارقة في البحر وفق متخصصين في قضايا الهجرة، عصابات تهريب البشر، فهذه الأخيرة تحقق مكاسب مالية ضخمة تقدر بالمليارات مقابل تهريب البشر, فالهجرة غير الشرعية تحولت إلى تجارة مربحة للعصابات أو بعض الأفراد، الذين يبحثون عن الكسب السريع دون بذل أي مجهود, وقد استغلت تلك العصابات أو الأفراد الذين يوفرون عمليات هجرة غير شرعية إلى أوروبا، التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج "لخدماتهم"، واقتربت "تجارة" الهجرة غير الشرعية، من منافسة "سوق المواد المخدرة"، الذي يعد أكبر الأسواق الإجرامية في أوروبا.