الرباط - المغرب اليوم
بعد ستة شهور من انفجار فضيحة التحرشات والاعتداءات الجنسية المحتملة على بعض العاملات الموسميات المغربيات، في حقول الفواكه الحمراء في منطقة "ويلفا" بالجنوب الإسباني، والجدل الكبير الذي أثارته في المغرب وإسبانيا، كشفت آخر المعطيات الآتية من الجارة الشمالية، أن المحكمة الابتدائية بالما دي كوندادو بويلفا، أصدرت قرارا بحفظ الشكوى التي تقدمت بها أربع عاملات مغربيات، يؤكدن فيها أنهن تعرضن لتحرشات واعتداءات جنسية من طرف المقاول الذي كن يشتغلن لديه في إحدى الضيعات ببلدة "المونتي، في إطار الاتفاقية الموقعة بين مدريد والرباط، والقاضية بانتقال مغربيات تتوفر فيهن شروط معينة لجني الفراولة بويلفا.
القاضي برر نص الحفظ، الذي يثير الكثير من الجدل بسبب افتقاره للتفاصيل الكاملة وتحريره في صفحتين، بكون الأبحاث والتحقيقات المنجزة، بعد قبول الشكوى، كشفت غياب أدلة أو مؤشرات تثبت ارتكاب الجريمة. فيما جاء الحفظ يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، بعد أن تقدم به دفاع المقاول الإسباني، مؤكدا أن الشكوى لا مصداقية لها ولا تستند على أدلة، وأن الأمر في الجوهر يتعلق بـ"مناورة" من أجل تجنب طردهن من إسبانيا بعد انتهاء مدة صلاحية جواز سفرهن التي لا تتجاوز ستة شهور.
وتجنبا لانتقادات الجمعيات الحقوقية، أوضح القاضي أنه من أجل الحفاظ على حقوق المغربيات كاملة، واتخاذ الإجراءات الضرورية بكل الضمانات، تم الاستماع إليهن للحصول على كل الأدلة أثناء الفترة التمهيدية للمحاكمة، وتفاديا لانتهاء عقودهن وعودتهن إلى المغرب دون الاستماع إليهن. لكن غياب الأدلة أدى إلى حفظ الملف. ووفقا لـ"يومية أشبيلية"، فإن وقائع الاعتداءات المحتملة على المغربيات، انفجرت خلال زيارة قام بها النائب البرلماني، دييغو كانياميرو، والنقابة الأندلسية، إلى منطقة إلمونتي في 3 يونيو/ حزيران الماضي، حيث أسرت له عاملة مغربية حامل، أنها تريد رفع دعوى قضائية ضد صاحب الضيعة، لأنه كان يلمح في مناسبات عدة إلى رغبته في ممارسة الجنس معها. هكذا، ظهرت ثلاث مغربيات أخريات أردن التبليغ عن نفس الأفعال.
وتشير المعطيات الجديدة إلى أن واحدة من المغربيات الأربع، كشفت أثناء الاستماع إليها من قبل محققي الحرس المدني، أن المقاول كان يلمس جهازها التناسلي ونهديها، فيما أوضحت الأخريات أنه كان يلمح لهن بممارسة الجنس معه مقابل 500 درهم. وأضافت المغربيات أن المقاول كان يقوم بذلك، لأنه كان يعلم أنهن في حالة هشاشة ويحتجن إلى النقود.
هذا، ولازالت كيفية وشروط وظروف التعاقد مع المغربيات للعمل في الحقول الإسبانية، تطرح الكثير من التساؤلات، إذ تم التعاقد في الموسم الفلاحي المنصرم، ما بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران، مع 17 ألف عاملة مغربية، علما أن عدد المتعاقدات معهن سنة 2016 لم يتجاوز 11 مغربية، و5000 عاملة سنة 2015. وفي الغالب يتم التعاقد من مغربيات متزوجات أو أرامل لديهن أبناء ولديهن تجربة في جني الفواكه الحمراء، وتتراوح أعمارهن ما بين 30 و44 عاما.