الرباط - المغرب اليوم
يبدو أن رقعة الاحتجاجات ماضية في التوسع في الريف، فبعد الجماعات التي تنتمي إلى المنطقة الشرقية لـ إقليم الحسيمة، بدأت الاحتجاجات تبرز بشكل جلي في مناطق الغرب من الإقليم، والمعروفة بزراعة القنب الهندي، حيث سجلت أخيرًا احتجاجات في مناطق "أيت يطفت" التابعة لمنطقة ساندة، بعد احتجاجات مشابهة في بني بوفراح وإساكن.
وكشفت مصادر محلية، أن الاحتجاجات الأخيرة لا تختلف كثيرًا عن تلك التي عرفتها المنطقة ككل، حيث رفع المحتجون عددًا من المطالب الاجتماعية، من ذلك إصلاح وتهيئة الطرق والاهتمام بقطاع الصحة، مشيرة إلى أن تلك الاحتجاجات تزامنت مع حلول الوالي محمد اليعقوبي، الذي يقود منذ أكثر من شهر جولات همت مختلف جماعات الإقليم للقاء المحتجين، والدخول معهم في حوارات لوقف الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها الأولى بعد وفاة بائع السمك محسن فكري.
وفي السياق نفسه، أوضح مصدر مطلع، أن الاحتجاجات في "مناطق زراعة الكيف"، من المرتقب أن تتوسع لتشمل أيضًا جماعة "بني گميل"، حيث تشير بعض المعطيات إلى أن هناك تهيئًا لخروج المواطنين للتعبير عن مطالبهم الاجتماعية في تلك المنطقة.
وأبرز المصدر ذاته، أن المطالب المرتبطة أيضًا بزراعة القنب الهندي حاضرة في الحراك الذي تعرفه المنطقة، فزيادة على أن المحتجين في الحسيمة سبق لهم أن طرحوا قضية المتابعين في ملفات زراعة القنب الهندي، والذين يقدرون بالآلاف في إحدى المسيرات المنظمة في تارجيست، مؤكدًا أن مطلب إنهاء الملاحقات القضائية حاضر بقوة في الاحتجاجات التي تعرفها مناطق زراعة الكيف.
وتسابق الداخلية الزمن للحد من تلك الاحتجاجات التي تنظم في المدن والجماعات المحيطة بالحسيمة، فرغم أن الوالي اليعقوبي لم يجلس بعد مع نشطاء الحراك في مدينة الحسيمة التي انطلقت منها الشرارة الأولى، إلا أنه خاض "جولات من الحوار" مع محتجين في العديد من المناطق المجاورة، كالحوار الذي دار بينه وبين محتجي تماسينت التابعة لجماعة إمرابطن، والذي أفضى إلى توقيع اتفاق بين الطرفين بشأن تنفيذ مجموعة من المطالب.
وعلى سياق متصل، فإن العديد من رؤساء الجماعات في الإقليم لا ينظرون بعين "الرضا" إلى اللقاءات التي يجريها الوالي بشكل مباشر مع المواطنين، لا سيما أثناء الجولات الميدانية والتفقدية، حيث أبرزت المصادر ذاتها أن العديد من رؤساء الجماعات يتم وضعهم في مواقف محرجة للغاية، أمام المواطنين الذين صوتوا عليهم، فيما بعضهم يرى في اللقاءات المباشرة تلك تجاوزًا لهم، غير أن المصادر ذاتها تؤكد بأن هؤلاء المنتخبين انهارت شعبيتهم وسط المحتجين بشكل كبير، إلى درجة رفض المحتجين في بعض المناطق اللقاء بهم.