الرباط - المغرب اليوم
احتجت جبهة البوليساريو الانفصالية على طرد المغرب لبرلمانيين ونشطاء من منطقة كاتالونيا بإسبانيا من مدينة العيون المغربية . وقالت الجبهة في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي إن "الوفد الإسباني لم يسمح له بالنزول من الطائرة فور وصوله إلى مطار مدينة العيون، وتم ترحيله على الفور من الإقليم".
رسالة البوليساريو إلى رئيس مجلس الأمن أشارت إلى أن الهدف من الزيارة هو "الاطلاع عن كثب على وضعية حقوق الإنسان في الإقليم، ومقابلة الناشطين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني".
وطردت السلطات المغربية، الجمعة، وفدا يضم 8 نشطاء، ضمنهم ثلاثة برلمانيين من إقليم كاتالونيا، معروفين بولائهم للأطروحة الانفصالية، ومعارضتهم للمصالح المغربية، وهو ما دفع رئيس البرلمان الكاتالوني إلى الاحتجاج بدوره عن هذا الطرد.
وأورد رئيس البرلمان الكاتالوني أن "الحكومة المغربية قامت بطرد ثمانية مواطنين كتالونيين من إقليم الصحراء، من بينهم نواب في البرلمان ومستشارون في البلديات وأعضاء في منظمات غير حكومية".
وكشفت مصادر إسبانية أن الوفد المطرود رفض الامتثال لأوامر وزارة الخارجية الإسبانية بضرورة التنسيق مع السلطات المغربية لترتيب الزيارة وكل ما يرتبط بالبرنامج إلى مدينة العيون.
وتجاهل الوفد الكتالوني تحذيرات سلطات الخارجية الإسبانية التي سبق أن أخبرت نظيرتها المغربية، التي أكدت في جوابها ضرورة أن يقوم المعنيون بالأمر بالتنسيق مع المصالح المغربية لإعداد برنامج الزيارة تفادياً لطردهم في حالة قدومهم إلى الأقاليم الجنوبية، وفقا لما كشفته وكالة الأنباء الإسبانية "إفي".
وأضافت المصادر ذاتها أنه رغم إخبار وزيرة الخارجية الإسبانية الوفد الكتالوني بجواب الرباط، وبأنهم لن يكونوا مرحبا بهم في حالة مخالفتهم للقوانين المنظمة للزيارات ذات الطابع الرسمي، إلا أنهم أصروا على التوجه نحو العيون.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرد برلمانيين ونشطاء إسبان من الأقاليم الصحراوية؛ إذ يعمد العديد من النشطاء الأوروبيين إلى التنسيق مع جبهة البوليساريو الانفصالية دون إشعار السلطات المغربية ببرنامج الزيارة.
ودأبت منظمات غير حكومية تنشط في إقليم كاتالونيا على التنسيق مع جبهة البوليساريو، قبل التسلل إلى الأقاليم الجنوبية، بغرض تحريض انفصاليي الداخل على التظاهر وافتعال مواجهات مع قوات الأمن، تزامنا مع وصول الوفد البرلماني، لإظهار توتر مزعوم في منطقة الصحراء.
عبد الفتاح الفاتيحي، خبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، قال إن الزيارات الرسمية للوفود الأجنبية إلى الأقاليم الجنوبية تؤطرها أعراف وقوانين سنتها السلطات المغربية، وذلك في إطار الحماية الأمنية لهذه الوفود أولاً، ثم لترتيب وتسهيل الزيارة ثانيا.
وأشار الفاتيحي، في تصريح لهسبريس، إلى قيام عشرات الوفود الأجنبية والدولية بزيارة الأقاليم الصحراوية بعد تنسيق مسبق مع السلطات المغربية، موردا أنه "في كل مناطق العالم، يتم التنسيق القبلي قبل القيام بأية زيارة إلى بلد ما أو منطقة معنية لاعتبارات متعددة".
وأردف الخبير ذاته أن عدد الأشخاص الذين يشتكون من وجود "عراقيل للوصول إلى الأقاليم الجنوبية" ضعيف جداً مقارنة مع الزيارات الأخرى الناجحة، "لكن في كثير من الأحيان تحمل بعض هذه الزيارات نوايا خبيثة وأهدافا ذات طابع عدائي تجاه المملكة المغربية".
وأكد المتحدث قيام بعض الوفود الأجنبية بـ "ممارسات تمس بالسيادة الوطنية، من بينها التحريض والتشويش، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع جمعيات بالصحراء غير معترف بها قانونياً بهدف القيام بأعمال الشغب وخلق البلبلة تزامنا مع زيارة الوفد الأجنبي".
قد يهمك أيضَا :
موسكو تتهم أنقرة باستهداف مقاتلاتها في ريف إدلب شمالي سورية بالصواريخ
عقوبات أميركية على 3 مسؤولين في "حزب الله" و12 هيئة تابعة له