الدار البيضاء - المغرب اليوم
نشر موقع حزب "العدالة والتنمية"، مقال رأي مثير عنونه كاتبه بـ"ارحل يا ابن كيران" وهذا نص المقال: "ارحل يا ابن كيران فما عدنا نطيقك أو نحتمل وجودك بيننا.. اذهب إلى حال سبيلك ودع عنك السياسة والإدارة والسلطة... نحن وحدنا أهلٌ لها لا أنت. وعجيب حالك كل العجب.. مزعجة شخصيتك مثيرة للاشمئزاز حدّ الحقد.. لماذا كل هذا الإصرار على مزاحمتنا رغم إعفائك.. رغم إبعادك قسرا عن المشهد وتغييبك عنه".
وأضاف "كم أنت مزعج يا ابن كيران.. كل الحلول لم تنفع معك.. كل المحاولات.. كل الأساليب وكل الحيل.. مصرٌّ أنت على البقاء على الدوام مثارَ نقاش وجدل.. ومحبّة أيضا. وحمّلناك مسؤولية كل الكوارث.. حرضنا عليك الأصدقاء قبل الخصوم والأعداء.. وألّبنا عليك الإدارة والأحزاب والمواطنين.. جيشنا الإعلام وصرفنا الملايير.. استدعينا الدعم الخارجي ووصفناك بكل صفات "موضة العصر" من اتهامات.. حتى الحمير عبّأناها ضدك.. فتأبى أنت إلا أن تواصل المسير.. غير آبه بكل ذلك.. ولسان حالك يعتبرها مجرّد تفاصيل.. تفاصيل حقيرة".
وبالله عليك من أي كوكب أنت.. من أين لك بكل هذا الصبر وهذا الجلد.. بهذا النفس الطويل.. بهذه الكاريزما.. أتعبتنا يا أخي وأرهقتنا.. أتعفف عن مصارحتك بالحقيقة "لقد أذللتنا".. فعلا أذللتنا.. دون أن يصيبك الملل أو أن تنال منك كل السهام
عكّرت علينا صفو السكون والهدوء الذي نعمنا به لسنين خلت.. حرضت علينا المواطنين وأخبرتهم أنهم شركاء في الوطن.. في الثروة وفي السلطة .. لا تريد الاكتفاء بصفة مساعد وإنما تطمح لأن تكون شريكا.. أنت متهم لدينا إلى أن يتثبت العكس.. نعم متهم وتهمتك أنك "قاصح الراس".. أنك تمانع كثيرا من أن تنال منك آلة التطويع.. أنك لا تشبهنا.. نعم لا تشبهنا، بل تشبههم..
تغرّد خارج السرب وتحيد دائما عن النوتة.. ما هكذا نريد مسؤولينا ووزرائنا يا ابن كيران.. وما هكذا كانوا يوما.. نريدهم نجباء ظرفاء.. مجتهدون مجدّون في التقيد بالتعليمات.. بنظام البروتوكول الذي يجعل منك آلة بدون حس أو تفاعل.. بينما تتمرد أنت على الأعراف وتكسر الحواجز حين نلتمس صمتك.. وتفضّل عدم الحديث والانزواء بعيدا عن الأضواء وعن الإعلام حين نرجو كلامك وشرحك.. ووساطتك أيضا.
المشكلة أنه كلما حرضنا عليك ازددت شعبية.. المشكلة أنه كلما حاصرناك ذاعت شهرتك .. كلما اتهمناك بشيء إلا وارتدّ علينا.. المشكلة أننا كلما سعينا إلى تحجيم دورك وتأثيرك إلا وتعاطف معك الكثيرون واحتشدوا من حولك.. المشكلة أننا كلما أوشكنا على القضاء عليك إلا وانبعثت من جديد أكثر قوة وأشد صلابة.. فريد أنت.
نرجوك يا ابن كيران..بل نتوسّل إليك.. ارحمنا وغادرنا طواعية منك.. نعم نقرّ أنك هزمتنا.. نعترف لك أنك أقوى منا.. لكن رجاء دعنا وشأننا ولا تفسد علينا بضجيجك سكوننا.. لماذا تصّر على لعب دور الوسيط بيننا وبينهم.. هم استكانوا لنا وتعايشوا معنا.. لا يستطيعون العيش دوننا.. فكفّ عنا شعاراتك.. واتركنا في سلام.
لماذا تصرّ على إحراجنا.. فنحن لسنا مثلك..نعم نعترف بها.. نحن لا نقوى على النزول من برجنا والتواصل معهم عن قرب.. لا يمكننا ذلك.. لا يمكننا الحديث بحرية.. من أين لنا بقهقهتك المتحرّرة من كل قيد.. نحن نبتسم وكفى.. ليست لدينا مصداقيتك.. قوة خطابك ونبرة صوتك.. اتركنا وشأننا يا ابن كيران.
كيف لنا التجرّد من البرتوكول.. من خطابات الخشب.. وقد وجدنا أنفسنا، فجأة ودون سابق إنذار، تحت الأضواء وصنّاع قرار.. نحن لم ينتخبنا الشعب مثلك.. لم نقد حملة أو نقدم برنامجا انتخابيا أو نشارك الناس مهرجانا.. فرحا أو عزاء.. فلا تحرجنا أكثر وانصرف عنا أيها المشاكس.. فلا طاقة لنا بك.