الرباط - المغرب اليوم
أكّدت كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم ، السبت في العيون، أن مناخ الاستثمار والأعمال في الأقاليم الجنوبية للمملكة محفز للغاية ، وذلك بفضل الإرادة السياسية القوية لجعلها نموذجًا للتنمية المندمجة والمستدامة.
وأضافت الدرهم ، في افتتاح منتدى الأعمال المغرب – فرنسا ، المنظم في مدينة العيون من 2 – 4 نوفمبر/ تشرين الثاني تحت رعاية الملك محمد السادس، أن "الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد تطورًا سريعًا في مختلف المجالات ، بفضل العناية الملكية " , وأكدت الوزيرة على الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه جهة العيون الساقية الحمراء في القارة الأفريقية، بخاصة أن المشروع التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية يسعى إلى جعل هذه الجهة جسرا للتبادل والنمو المشترك مع دول الجوار والفضاء الأفريقي والأطلسي، وبوابة رئيسية نحو أفريقيا بغية توطيد التعاون مع اقتصاداتها الواعدة، في إطار التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو العمق الأفريقي وتطوير الشراكة جنوب – جنوب، بخاصة بعد الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى عدد من الدول الأفريقية.
وأشارت الدرهم أن جهة العيون الساقية الحمراء تحظى بمكانة متميزة وإشعاع دولي، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي ، إذ تعتبر بوابة أفريقيا و لديها موارد طبيعية متنوعة , كما تشكل فضاء زاخرًا بالفرص والإمكانات والمؤهلات التنموية الواعدة، بالإضافة إلى تمتعها ببنية تحتية كبيرة (طرق، شبكة كهربائية، موانئ، مطار، شبكة المواصلات والتكنولوجيات الجديدة للتواصل)، وقطاعات واعدة كالصيد البحري والطاقات المتجددة والزراعة وتربية المواشي والسياحة والمعادن.
وقالت الوزيرة " إنه على الرغم من أن الرؤية الاستراتيجية والشاملة لتنمية هذه الجهة تمتد على فترة زمنية متوسطة وطويلة الأمد إلا أن الأسس والركائز لتنزيلها تم إرساؤها " ، مؤكدة أن جهة العيون الساقية الحمراء انخرطت في رهان الجهوية المتقدمة التي تشكل الإطار المؤسس للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وذكرت الدرهم ، أنه ومن أجل تسريع تطبيق ورش الجهوية المتقدمة، فان الحكومة تولي عناية خاصة لمسلسل اللاتمركز الإداري، وتوفير الشروط اللازمة لتنفيذ السياسات العمومية للدولة على الصعيد الترابي، وفق مقاربة مندمجة ومتكاملة لتحقيق تنمية مستدامة تمثل الجهة الفضاء الترابي الملائم لبلورتها على أرض الواقع.
وأبرزت أن المغرب أطلق مجموعة من الإصلاحات الهيكلية على المستوى الوطني ، كما هو الشأن بالنسبة لباقي أقاليم المملكة، مشيرة أنه تم وضع إطار اقتصادي شفاف ومحفز للاستثمارات والأنشطة القطاعية وإشراك قوي للقطاع الخاص، وتشجيع الاستثمارات المحلية والوطنية والدولية في المشاريع الكبرى المهيكلة، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدًا.
وأشارت إلى أن معظم القطاعات الممثلة اليوم في هذا المنتدى، من قبيل البناء والأشغال العمومية، الطاقات المتجددة، المعادن، البيئة، البلاستيك، اللوجستيك، الصحة، السياحة،الصيد البحري، الزراعة وتربية المواشي، الهندسة والتكوين، لديها استراتيجيات وطنية توفر رؤية واضحة وتضمن أسس الاستدامة وتتيح فرصًا استثمارية متنوعة ومحفزة، بالإضافة إلى القدرة على توفير الموارد البشرية المؤهلة في جميع هذه القطاعات، مبرزة أنه يتم العمل على تنزيل جميع الاستراتيجيات القطاعية جهويًا لتلائم الخصوصيات والقدرات القطاعية لكل جهة.
ودعت الدرهم، خلال هذا اللقاء الذي حضره والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون يحظيه بوشعاب ، ورئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد ، ورئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب، وعدد من المنتخبين ورجال الأعمال في المغرب وفرنسا، إلى تثمين المجهودات المشتركة للرقي بحجم الاستثمارات بين شركات ومقاولات المغرب وفرنسا، ولخدمة برامج التنمية في إطار الاتفاقيات الثلاثية بين المغرب وفرنسا والدول المعنية.
ويتضمن المخطط الجهوي للتنمية في منطقة العيون الساقية الحمراء 140 مشروعًا، وستساعد تلك المشاريع على توفير فرص العمل لجميع فئات الشركات والمقاولات، بميزانية تبلغ 49 مليار درهم .
ويهدف هذا المخطط في أفق عام 2021 ، إلى خفض معدل البطالة إلى 9 في المائة ، وتوفير 25 ألف وظيفة ، وجلب حوالي 6 مليار درهم من استثمارات القطاع الخاص.