الدوحة - قنا
أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن إجراء أول عملتين لزراعة الخلايا الجذعية في قطر، في خطوة تعد بمثابة تطور هائل في علاج أمراض السرطان في الدولة. ونجح فريق متخصص من الإكلينكيين بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان في إجراء أول عمليتين لاثنين من المقيمين، يعانيان من نوع سريع الانتشار من أنواع سرطان الدم يسمى الورم النخاعي.
وتم الإعلان عن هاتين العملتين في مؤتمر صحفي عقدته المؤسسة اليوم وتحدث فيه كل من السيد علي عبدالله الخاطر المدير التنفيذي لإدارة الاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية والبروفيسور الكسندر كنوث المدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان والدكتور محمد بكر مدير برنامج زراعة الخلايا الجذعية بالمركز والدكتور إبراهيم حجي رئيس قسم أمراض الدم بالإنابة.
وقال السيد علي الخاطر المدير التنفيذي للاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية، إن هذا الإنجاز يعد تتويجا لجهود سنوات عديدة من التطوير الذي ظل يشهده برنامج الخلايا الجذعية بمؤسسة حمد الطبية وهو الأول من نوعه في قطر.
وأشار إلى أن العلاج بزراعة الخلايا الجذعية لم يكن متوفرا من قبل داخل قطر حيث يرى كثيرون من مرضى سرطان الدم هذا العلاج الجديد باعتباره العلاج الناجع والمنقذ للحياة. ويعد العلاج بزراعة الخلايا الجذعية علاجا ناجعا للغاية وكثيرا ما يكون هو الأمل الوحيد للشفاء أو العيش لمدة أطول بالنسبة لمرضى سرطان الدم.
وقالت الدكتورة حنان الكواري مدير عام مؤسسة حمد الطبية في كلمة خلال المؤتمر الصحفي ألقاها بالنيابة عنها السيد علي الخاطر، إن مؤسسة حمد ظلت تعمل على تطوير برنامج زراعة الخلايا الجذعية طوال الفترة السابقة حيث كان في السابق يتحتم على المرضى أن يسافروا إلى الخارج لتلقي مثل هذا النوع من العلاج المتطور مما يزيد من خطورة إصابتهم بالعدوى بسبب السفر كما أن الشفاء من المرض سوف يستغرق مدة أطول مما لو أنهم تلقوا هذا العلاج داخل قطر.
وأشارت إلى "أن ذلك ما يجعل هذا الإنجاز خطوة جبارة قد خطتها مؤسسة حمد الطبية كنظام صحي أكاديمي فتحققت بها آمال مرضى سرطان الدم الذين كانوا في حاجة ماسة لهذا النوع من العلاج التخصصي".
وأوضحت أن مؤسسة حمد ظلت تعمل بالتعاون مع أبرز الخبراء العالميين في هذا المجال من أجل تطبيق برنامج مستدام في قطر يواكب أفضل الممارسات العالمية ويفي بأعلى المعايير الدولية إيمانا منها بأن تطبيق مثل هذه البرامج يعد ضروريا للمساعدة في تقديم رعاية آمنة وحانية وفعالة لكافة المرضى.
وبدأت مؤسسة حمد الطبية في هذا البرنامج من خلال زراعة خلايا جذعية مأخوذة من المريض نفسه وهو ما يسمى بزراعة الخلايا الجذعية الذاتية حيث يتم تجميع الخلايا الجذعية السليمة من دم المريض وذلك باستخدام طريقة خاصة وجهاز خاص.
والطريقة التي تم استخدامها في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان تعد هي الطريقة الأحدث والأكثر أمانا وراحة بالنسبة للمريض. وأعلن السيد علي الخاطر أن المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان يعتزم إجراء زراعة النخاع لمريض آخر في حين يجري تجهيز 15 مريضا لإجراء عمليات مماثلة.
وقال إن مؤسسة حمد الطبية بدأت بالعمل على تطوير برنامج زراعة نخاع العظم أو كما يعرف بالخلايا الجذعية في الدم منذ مدة حيث استغرقت هذه الأبحاث وقتا طويلا نتيجة المراحل العديدة والهامة التي تتطلبها عملية الزراعة والعمل ضمن الأقسام الطبية المتعددة الاختصاصات لضمان نجاحها. وأضاف أن المؤسسة أقدمت على تطوير هذا البرنامج لحاجة المرضى لهذا النوع من العلاج والذين كانوا سيقصدون وجهات أخرى في العالم لطلب العلاج حتى هذه اللحظة لولا قيام مؤسسة حمد بتطوير هذا الإجراء العلاجي.
وأكد أن هذه الخطوة العلاجية تعد تقدما هاما جدا بالنسبة لمؤسسة حمد الطبية باعتبارها مؤسسة صحية أكاديمية وهي كذلك أيضا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من سرطان الدم والذين هم في أمس الحاجة لهذا النوع من العلاج المتخصص.
من جهته، قال البروفيسور الكسندر كنوث المدير الطبي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان الذي قاد عملية تطوير برنامج زراعة الخلايا الجذعية إن نجاح العملية يعتبر إنجازا مهما لمؤسسة حمد الطبية والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان.. مشيرا إلى أنه عادة ما تحتاج برامج زراعة الخلايا الجذعية إلى تخطيط دقيق وتعليم وتدريب عالي التخصص فضلا عن وجود بيئة إكلينيكية عالمية المستوى وفريق متعدد التخصصات عالي الكفاءة لكي تحقق النجاح المنشود.
وأضاف خلال حديثه في المؤتمر الصحفي، أن المركز عمل طوال العام الماضي مع أبرز المؤسسات الطبية في العالم لتأمين اكتساب الموظفين المهارات والخبرات الضرورية لتطبيق هذا البرنامج الحيوي حيث كانت العمليات الناجحة التي تم فيها زراعة خلايا جذعية سليمة إلا ثمار عمل مكثف ظل يقوم به الفريق طوال الأشهر القليلة الماضية.