الدوحة - واس
أعلنت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" اليوم عن إطلاق المبادرة العالمية "أنقذ حياة" التي تعتبر نموذجا مبتكرا في الدعم المستدام للقطاع الصحي في المجتمعات الفقيرة والمحتاجة.وبهذه المناسبة، أكد الدكتور عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس الأمناء مدير عام مؤسسة "راف" أن هذه المبادرة تعتبر من أكبر المبادرات الإنسانية على مستوى العالم، وتعد نموذجا مبتكرا في الدعم المستدام للقطاع الصحي في المجتمعات الفقيرة والمحتاجة.
وأضاف القحطاني أن المبادرة تستهدف تنمية المجتمعات المحلية وتقوية النظم الصحية في البلدان الفقيرة، وتقديم خدمات طبية وصحية للمجتمعات وفق أعلى المعايير العالمية، إضافة إلى رفع قدرات المنظمات المحلية غير الحكومية لمعالجة المشاكل المعقدة في القطاع الطبي، وخلق حالة من التكامل بين الجهود المحلية والدولية في مجال البحوث الطبية المبنية على الأدلة العلمية.
وأوضح أن الرؤية الخاصة بالمبادرة تقوم على فكرة "إنقاذ حياة بشرية"، حيث قامت اللجنة العليا للمبادرة بعقد عدة اجتماعات لبلورة الرؤى والتصورات حول الاحتياجات الصحية والطبية الإغاثية ، وتم اختيار أربع دول لتطبيق المبادرة فيها في المرحلة الأولى، وهي السودان واليمن وسوريا ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن وغزة.
وكشف د. القحطاني عن اعتزام "راف" تنظيم مؤتمر دولي مطلع العام القادم، تحضره أكثر من 100 جهة معنية بتقديم الخدمات الصحية كالجامعات والمستشفيات والمؤسسات المتخصصة في المجال الصحي على المستوى الإقليمي والدولي.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة العليا للمبادرة برئاسة البروفيسور إبراهيم الجناحي، ومشاركة الخبير الدولي الدكتور ديفيد دومكنز مستشار المبادرة ، ومدير مؤسسة إدارة البرامج المعقدة، وغيرهما من الخبراء والمختصين في المجال الصحي والإنساني، في التحضير لها الذي استمر أكثر من 8 أشهر، حتى خرجت لنا هذه المبادرة التي تعنى بتقديم الخدمة الطبية النوعية لإنقاذ حياة من أثقل المرض كاهلهم في دول القارة الإفريقية وغيرها من دول العالم.
من ناحيته، أكد البروفيسور إبراهيم الجناحي رئيس اللجنة العليا لمبادرة "أنقذ حياة" أن المبادرة سيكون لها وضع عالمي متميز لأنها ترتكز على ثلاثة مرتكزات وهي تقديم خدمات نوعية، والتدريب والتعليم الطبي الأكاديمي، والأبحاث العلمية الموجهة والمصاحبة لهذه المبادرة.وقال الجناحي إن مبادرة" أنقذ حياة" تدخل تحت مظلتها أعداد ضخمة من المشاريع التي تساهم في توطين الخدمات الطبية في كل بلد تدخلها المبادرة مثل تدريب الكوادر الطبية من أهل المناطق الأكثر احتياجا.
وفيما يتعلق بالمدة الزمنية للمبادرة، أوضح د. الجناحي أن المبادرة ولدت لتبقى وليس لها مدة زمنية محددة، مشيرا إلى أنها مرت بعدة مراحل حتى تم الإعلان عنها، حيث مرت بمرحلة انشاء المجموعة الأولى للمراكز النموذجية، ومرحلة شبكة تقديم الخدمات على حسب النموذج المخطط.وحول التعاون مع المنظمات الدولية ، قال د. الجناحي إن اللجنة العليا للمبادرة ستحرص على إقامة علاقات تعاون وشراكة مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود وغيرهما من المنظمات الأخرى المعنية، كما أنها ستتعاون مع الجامعات والمؤسسات الطبية والبحثية، كما ستدخل في شراكات مع شركاء دوليين ومحليين لتوطين هذه الخدمات داخل البلاد الأشد احتياجا، والذين ستتحقق بهم النتائج المخطط لها في المبادرة.
وتأتي هذه المبادرة الجديدة، في إطار اهتمام "راف" برعاية الإنسان، وتمكينه من مقومات العيش الكريم تعليما وإغاثة وتنمية لقدراته المادية والمهارية، وتأتي الخدمات الطبية مع ما يرافقها من علاج ورعاية صحية، لاحقة وما يسبقها من إجراءات طبية وقائية ضمن الاهتمامات الإنسانية المركزية للمؤسسة، حيث استفادت شعوب بمختلف القارات من هذه الخدمة، خصوصا تلك التي تعاني من أزمات ناتجة عن كوارث طبيعية أو صراعات مسلحة يشكل المدنيون أبرز ضحاياها.
وتعنى المبادرة بالقيام بتنفيذ برامج ومشاريع طبية في عدد من القطاعات الصحية والطبية منها قطاع التطعيم والتحصين من الأمراض والأوبئة، وقطاع علاج السرطان، وعلاج التهاب الكبد الوبائي، و دعم مشروع القلوب الصغيرة ( إجراء عمليات القلب للأطفال ذوى التشوهات في القلب)، بالاضافة الى الجراحات الطبية والإغاثة العاجلة من الجروح، الى جانب غسيل الكلى.كما تعنى المبادرة أيضا بتطوير نظم تقديم خدمات الرعاية الصحية والإغاثية الطبية المباشرة في الدول المستهدفة، وتطوير القدرات والطاقات الطبية باعتماد منظومة تراعي التعليم والتدريب المستمر المعتمد وفق شهادات عالمية، والقيام بالأبحاث والدراسات التطبيقية النوعية عبر الشراكات مع المنظمات المحلية .
"راف" من خلال المبادرة إلى اعتماد الجودة والإتقان في البرامج والمشاريع و الخدمات الصحية المقدمة من خلال المبادرة بالاضافة الى تحقيق الاستدامة الصحية في الخدمات والبرامج والمشاريع عبر تمكين المحليين من الأطباء والممرضين والهيئات الطبية المعنية بالتدريب والأبحاث التطبيقية. كما تهدف المؤسسة أيضا من خلال المبادرة الى عقد الشراكات مع الهيئات الرسمية الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية وجمعيات الأطباء المحترفين في المهجر ليساهموا في تطوير المحليين وتمكينهم في مواجهة التحديات الصحية والطبية الإغاثية، الى جانب وضع نموذج متكامل للمبادرة على مستوى عالمي عن طريق بيت خبرة متخصص بحيث يمكن تسويقه واعتماده عبر الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية كبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي.