تعز - قنا
دأت مستشفيات مدينة تعز، وسط اليمن، بالخروج تدريجياً عن الخدمة، والتوقف عن استقبال جرحى الحرب، جراء نفاد شحنات الأكسجين وحصار الحوثيين للمدينة التي تشهد معارك متصاعدة منذ ثمانية أشهر.
وقال أطباء في المدينة “عقب توقف مستشفى الروضة الخاص، عن استقبال أي حالات جراحية الأحد، بات مسستشفى الثورة الحكومي الأكبر في المدينة، ومستشفى الصفوة الخاص الذي بجانبه مهدداً بالتوقف خلال الساعات المقبلة”.
وقال الدكتور، سهيل الذبحاني، مدير عام مستشفى الروضة، إن “المستشفى الذي كان يستقبل عشرات المدنيين ومقاتلي “المقاومة الشعبية” (موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي) بشكل يومي منذ اندلاع الحرب، اكتفى اليوم بعمل إسعافات أولية للحالات الوافدة، وتحويلها لمستشفى الثورة”.
وذكر الذبحاني، أن “المستشفى أَغلق ليلة أمس السبت، أقسام العمليات والحضانة، بشكل كلي، وبات قسم العناية المركزة شبه مغلق، حيث يرقد فيه 5 مصابين”.
ووفقا للدكتور الذبحاني، فقد عجزت المنظمات الإنسانية، ومنها “أطباء بلا حدود”، التي كانت تعمل بالمستشفى خلال 3 أشهر الماضية، عن إيصال الأكسجين الذي يحتجزه الحوثيون في منافذ المدينة”.
ومنذ تشديد الحوثيين وقوات الرئيس السابق على عبدالله صالح، الحصار على منافذ مدينة تعز منذ آب/ أغسطس الماضي، لجأت المستشفيات الواقعة في مناطق خاضعة لسيطرة “المقاومة”، إلى تهريب اسطوانات الأكسجين عبر طرق فرعية جبلية في مديرية “صبر الموادم”، لكن الحوثيون أغلقوا ذلك الطريق قبل أيام”.
وأضاف الذبحاني “نهار أمس احتجز الحوثيون، أحد موردي الأكسجين في منطقة الدمنة، شرقي المدينة وبحوزته 23 أسطوانة، وقاموا بتفريغ مادة الأكسجين في الهواء، وإجباره على توقيع التزام خطي بعدم التوريد للمستشفيات التي تعالج جرحى “المقاومة”، كما اضطر المورد لدفع 340 ألف ريال( حوالي 1500 دولار) مقابل الإفراج عن الأسطوانات الفارغة.
وبعد توقف أقسام العمليات والعناية المركزة في مستشفى الروضة، بات مستشفى الثورة الحكومي الذي يستقبل الحالات الجراحية من مدنيين ومقاتلين، مهددًا بالتوقف هو الآخر.
وقال الدكتور، أحمد الدميني، وهو رئيس لأحد الأقسام في المستشفى، “ليلة أمس كان لدينا من الأكسجين ما يكفي لمدة يومين، ونستعملها للحالات الحرجة فقط، لكن تدفق المصابين، استنزف الكمية ولم يتبق لدينا سوى اسطوانة واحدة، قد تنتهي مساء اليوم الأحد”.
ويتزامن الانهيار الحاد للخدمات الصحية في مدينة تعز مع تصاعد المعارك بين “المقاومة” والحوثيين في عدد من جبهات القتال، وتواصل سقوط جرحى مدنيين بقذائف حوثية.
واتهمت منظمات دولية في وقت سابق، ومنها الصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الحوثيين بمنع دخول الإمدادات الطبية وأدوية هامة لإنقاذ الأرواح إلى مستشفى الثورة الذي يعالج جرحى الحرب، وسط مدينة تعز.