الدوحة_ قنا
استنكر الهلال الأحمر القطري ومنظمة "أطباء عبر القارات" الاعتداء على منشآتهما الطبية في الداخل السوري، معربين عن أسفهما الشديد للانتهاك الذي تعرض له مركز الرعاية الصحية الأولية في بلدة الزربة الأحد الماضي، أثناء الهجمات التي استهدفت المنطقة الواقعة في ريف حلب الجنوبي، مما أسفر عن أضرار مادية جسيمة بالمركز دون وقوع خسائر بشرية.
وذكر بيان رسمي مشترك صادر من مقر الهلال بالدوحة "أن الهلال الأحمر القطري، باعتباره منظمة إنسانية عضوا في الحركة الإنسانية الدولية وتنطلق في جميع أنشطتها من الإيمان بمبادئ الحركة من الإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلالية والتطوعية والوحدة والعالمية، يرى أن هذا العمل يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي الإنساني، ويهدد استمرار الأعمال الإنسانية في الداخل السوري، ويتنافى مع كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن حماية المنشآت والكوادر الطبية وهيئات الإغاثة الإنسانية في مناطق النزاعات".
واستشهد الهلال الأحمر القطري بأحكام المادة 3 المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الثاني، التي تنص على جمع الجرحى والمرضى والعناية بهم، كما يتيح القانون الدولي الإنساني حماية خاصة للمستشفيات والوحدات الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مؤكدا أن عدم احترام هذه الأحكام يقوض الغرض الحمائي للمرافق الصحية ويعد انتهاكا جسيما للالتزام القانوني والأخلاقي باحترام وحماية الكوادر الطبية أثناء تأدية واجباتهم الإنسانية والطبية وهم يرتدون بوضوح شارة الهلال الأحمر التي تحظى بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني.
يذكر أن مركز الرعاية الصحية الأولية تم افتتاحه في بلدة الزربة منذ حوالي عام ونصف ويتولى تشغيله الهلال الأحمر القطري بدعم مشترك مع منظمة أطباء عبر القارات، وهو يقدم الخدمات الصحية لسكان البلدة والنازحين إليها وخاصة رعاية الأمومة والطفولة والأمراض المزمنة والولادات الطبيعية والدعم النفسي، بالإضافة إلى خدمات المختبر والصيدلية المجانية.
ويتولى تشغيل المركز ثلاثة أطباء أخصائيين وقابلتان وخمسة ممرضين ومرشد نفسي وفني مختبر وصيدلي، بالإضافة إلى كادر إدارة مؤلف من 5 فنيين. وقد قدم المركز منذ افتتاحه في مطلع يوليو 2014 حتى 15 أكتوبر 2015 الخدمات الطبية لما يزيد عن 46,000 مراجع، بمتوسط يقارب 3,200 مريض شهريا.
وفي تصريح له، استنكر السيد صالح بن علي المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري هذا الهجوم على منشآت طبية محايدة أثناء قيامها بواجبها الإنساني لصالح الفئات الضعيفة في المجتمع لا سيما النساء والأطفال والنازحون، موضحا أنه "في ظل خطورة الوضع في ريف حلب الجنوبي والاستهداف المتكرر للمنشآت الطبية، وحفاظا على حياة الكوادر الطبية العاملة في هذه المنشأة، اتخذنا قرارا بإغلاق المركز ونقل العاملين فيه إلى العمل الميداني من خلال العيادات المتنقلة التي يتم تسييرها من المركز للوصول إلى المرضى النازحين في أماكن نزوحهم ومعالجتهم داخل الخيام أو المدارس أو المساجد".
ونوه الأمين العام بأن الهلال الأحمر القطري يدير 15 منشأة طبية موزعة بين مناطق مختلفة بالداخل السوري، ويعمل في هذه المنشآت ما يزيد عن 300 موظف ما بين طبيب وممرض وقابلة وإداري وفني، وقد تم بالفعل إبلاغ مجموعات العمل الطبي وكافة الهيئات الإنسانية العاملة في الداخل السوري بهذا الاستهداف لاتخاذ الحيطة والحذر والإبلاغ عن أي انتهاك تتعرض له منشآتهم أو كوادرهم الطبية.
وكان الهلال الأحمر القطري قد أصدر في شهر أغسطس من العام الماضي بيانا مماثلا بعد الهجوم الذي تعرض له مستشفى الطبقة في سوريا مما أسفر عن استشهاد بعض أطبائه العاملين في المستشفى أثناء تأدية واجبهم الإنساني، وهو نفس ما حدث عام 2013 لأحد الأطباء المتطوعين مع الهلال الأحمر القطري، حيث استشهد وهو يغادر منزله في طريقه إلى الوحدة الطبية التي كان يعمل بها.