الدوحة – المغرب اليوم
وقع الهلال الأحمر القطري مؤخرا اتفاقية تعاون ثنائي مع وزارة الصحة الفلسطينية بشأن تنفيذ سلسلة من المشروعات الطبية الجديدة لصالح عدد من المستشفيات الحكومية في قطاع غزة، بميزانية إجمالية قدرها 800،000 دولار أمريكي (2،909،740 ريالا قطريا)، وذلك في إطار السعي إلى تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى من أهالي القطاع.
وقع الاتفاقية من طرف الهلال الأحمر القطري سعادة الأمين العام السيد صالح بن علي المهندي، بينما وقعها من الجانب الفلسطيني الدكتور أشرف أبو مهادي مدير عام التعاون الدولي في وزارة الصحة الفلسطينية، ويستمر العمل بها لمدة 12 شهرا هي مدة تنفيذ المشروع.
وطبقا للاتفاقية، يتكفل الهلال الأحمر القطري عن طريق مكتبه التمثيلي الدائم في قطاع غزة بإنشاء وحدة لزراعة المفاصل الصناعية في مجمع الشفاء الطبي بتكلفة قدرها 600،000 دولار أمريكي، ويشمل ذلك تدريب الفريق الطبي المختص ودفع المكافآت الخاصة به، واستقدام استشاري لزراعة المفاصل الصناعية، وتوفير أجهزة طبية عامة لغرفة العمليات وأخرى متخصصة لعمليات زراعة المفاصل الصناعية، إضافة إلى توفير كمية من المفاصل الصناعية المتوقع زراعتها للمرضى خلال السنة الأولى من تشغيل القسم.
إنشاء وحدة زراعة مفاصل صناعية وتطوير خدمات مناظير الجهاز الهضمي
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين جودة خدمات جراحة العظام التخصصية المقدمة في مجمع الشفاء، وتقليل الحاجة إلى تحويل المرضى للعلاج بالخارج، والحد من نسبة العاهات المستدامة الناجمة عن عدم علاج إصابات العظام والمفاصل، حيث يتوقع أن يستفيد من هذا المشروع مئات المصابين والجرحى وكبار السن سنويا.
ويتمتع مجمع الشفاء بطاقم طبي متخصص ذي كفاءة عالية يتكون من اثنين من الأطباء الذين تم ابتعاثهما للتدريب في مؤسسة حمد الطبية ضمن المنحة القطرية للأطباء الفلسطينيين، وهما حاصلان على الزمالة البريطانية في زراعة المفاصل، كما يضم طبيبين متمرسين من الأطباء المسجلين في المجلس العربي للاختصاصات الصحية، ويتم إحضار استشاري متخصص في زراعة المفاصل بشكل دوري لتدريب الفريق المحلي وزيادة خبرته في إجراء هذه العمليات الدقيقة.
أما الشق الثاني من المشروع فهو يهدف إلى تطوير خدمات مناظير الجهاز الهضمي بكل من مستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي، وذلك من خلال توفير جهاز لمناظير الجهاز الهضمي (gastroscope، colonoscope & duodenoscope) لمستشفى ناصر، وتوفير مستهلكات طبية لعمليات مناظير الجهاز الهضمي في كل من مستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي، بتكلفة إجمالية قدرها 200،000 دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع حوالي 15،000 مريض سنويا ممن يرتادون أقسام الجراحة والباطنة بالمستشفيين والمستشفيات الأخرى القريبة بسبب مشاكل صحية في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى طلاب كليات الطب الذين يتلقون تدريباتهم بالمستشفى ويصل عددهم إلى 100 طالب وطالبة سنويا، وكذلك الأطباء الملتحقون ببرنامج المجلس الفلسطيني في تخصصي الباطنة والجراحة وعددهم حوالي 60 طبيبا.
وبالإشارة إلى نوعية الحالات المرضية المستفيدة فهي تتنوع ما بين مرضى نزيف الجهاز الهضمي (العلوي والسفلي)، وأورام الجهاز الهضمي، والتهابات الجهاز الهضمي، وقرح الجهاز الهضمي، وتشخيص بعض أمراض فتق الحجاب الحاجز، والتدخل العلاجي والجراحي في بعض الحالات.
وفي المقابل، سوف تتولى وزارة الصحة الفلسطينية تقييم الاحتياجات وتحديد المواصفات وإعداد جداول الكميات والتكلفة التقديرية وفتح المظاريف والبت في ترسية العطاءات والاستلام وغير ذلك من المهام الإجرائية، وكذلك وضع الخطط التدريبية واختيار المرشحين للتدريب وتحديد الجهات الاستشارية المقدمة للتدريب وأماكن ومواعيد التدريب، وذلك بالتنسيق مع مكتب الهلال الأحمر القطري في غزة.
أيضا ستقوم الوزارة بمهام التنسيق مع المؤسسات الحكومية ذات الصلة للحصول على الموافقات اللازمة وتذليل جميع الصعوبات التي قد تواجه المشروع، بالإضافة إلى تسهيل مهمة فرق التنفيذ ولجان المتابعة والتدقيق التابعة للهلال الأحمر القطري.
وتعليقا على هذا المشروع، قال سعادة الأمين العام للهلال الأحمر القطري السيد صالح المهندي: "يأتي هذا المشروع استجابة للاحتياجات الملحة بمستشفيات وزارة الصحة بقطاع غزة لإدخال وتطوير خدمات جراحية وتشخيصية ترفع من مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى وتسهم في تقليل الحاجة إلى تحويل المرضى للعلاج بالخارج".
وأكد المهندي أهمية دعم مستشفيات قطاع غزة التي تعاني بشكل عام من ضعف في التجهيزات الطبية المتوافرة لديها، مما يحد من قدرة الفرق الطبية العاملة على توفير خدمات طبية علاجية وتشخيصية مناسبة للمرضى، وخاصة في ظل استمرار إغلاق المعابر الذي يزيد من صعوبة حصول المريض على الخدمة الطبية حتى خارج القطاع.
واستشهد بتقارير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة التي تبين تزايد عدد الحالات التي يتم رفض إصدار تصاريح خروج لها لتلقي العلاج، كما أن أعدادا كبيرة من المرضى يتم تحويلها للخارج لتلقي خدمات تشخيصية فقط نظرا لعدم توافر التجهيزات اللازمة بمستشفيات القطاع.
واستطرد الأمين العام قائلا: "إن فكرة هذه المشروعات متوافقة تماما مع الأهداف الاستراتيجية للقطاع الصحي 2013 — 2017 التي تم التوافق عليها من مختلف مقدمي الخدمات الصحية وحظيت بدعم صانعي القرار في السلطة الفلسطينية".
وفي ضوء أهمية هذه المستشفيات وما تمر به من أزمات، فقد أصبح من الضروري تطوير أقسامها من خلال توفير التجهيزات والمستهلكات الطبية الناقصة وذلك لسد ثغرة واضحة في عمل المستشفيين، خصوصا وأنهما يعتبران من المستشفيات التعليمية الرئيسية بالقطاع، حيث سيسهم المشروع في الارتقاء بجودة برامج التعليم الطبي في القطاع أيضا، مما سينعكس بالإيجاب على المدى البعيد على جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى بشكل عام. وحيث إن قطاع غزة يعتبر من المناطق الأكثر تعرضا للحروب والاجتياحات في المنطقة (حيث تعرضت لثلاث حروب في غضون 5 سنوات)، فإن تشغيل مثل هذه الوحدة بتجهيزاتها المتطورة يندرج أيضا ضمن التحضيرات والتجهيزات الضرورية للطوارئ.
يذكر أن الهلال الأحمر القطري يضع على رأس أولوياته النهوض بالقطاع الصحي في غزة للقيام بأعبائه الإسعافية والعلاجية والتعليمية والتطويرية، حيث نفذ وينفذ عشرات المشاريع الضخمة لدعم مستشفيات القطاع الموجودة وإنشاء المزيد من الوحدات الطبية بالتعاون مع عدد من الشركاء والممولين الاستراتيجيين، ومن أمثلة ذلك توريد أجهزة ومعدات ومستهلكات طبية وأدوية وقطع غيار لمستشفيات وزارة الصحة في غزة بقيمة 7،827،750 دولارا.
بالإضافة إلى تأسيس قسم الجراحة العصبية بمستشفى غزة الأوروبي بقيمة 2،930،429 دولارا، واستقدام الخبرات الطبية والتدريب بتكلفة 1،040،000 دولار، وبرنامج المنح الطبية التخصصية للأطباء الفلسطينيين بالأردن بنسختيه (2010 — 2016 و2013 — 2017) بقيمة 1،530،000 دولار، واستكمال تزويد قسم الجراحة العصبية في مستشفى غزة الأوروبي بالأجهزة وتزويد المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بالأثاث بقيمة 1،560،000 دولار، وتجهيز قسم جراحة القلب في مبنى الجراحات التخصصية بمجمع الشفاء الطبي بتكلفة 2،600،000 دولار.