دمشق – المغرب اليوم
أكد الدكتور منذر بركات اختصاصي أمراض الأذن والأنف والحنجرة، أنه في فصل الشتاء تكثر أمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام وجدري الماء والحصبة الألمانية وذلك نتيجة تكاثر الفيروسات المسببة في هذه الفترة، كما أن كثيرين يميلون إلى إغلاق الأبواب والنوافذ داخل المنزل وما يصاحب ذلك من تغيير مفاجئ في درجة الحرارة عند الخروج من أو الدخول إلى المنزل.
وأشار إلى أن العدوى تنتقل مباشرة من المريض إلى السليم من خلال استنشاق الرذاذ المتطاير والمحمل بالميكروبات من فم المريض عند السعال أو العطاس أو الكلام أو الضحك، وبطريقة غير مباشرة عند استعمال أدوات المريض الشخصية من أدوات للطعام أو الشراب أو الأدوات المدرسية أو عند المصافحة.
ونبه إلى أن أسباب معظم أمراض الشتاء تعود إلى فيروسات، أي أنه لابد أن تأخذ وقتها دون الحاجة إلى المضادات الحيوية التي كثيرا ما يخطئ بعض الناس ويعمد إلى استعمالها من دون استشارة الطبيب في الوقت الذي لا يحتاج إليها بل قد تضره شخصيا.
وأكد أن الوقاية تكون بالحرص على تطعيم الأطفال ضد أمراض الطفولة حسب المواعيد المقررة من قبل وزارة الصحة، والحرص على النظافة الشخصية ونظافة السكن وعدم المشاركة في استخدام الأدوات الشخصية مع الآخرين، إضافة إلى التغذية السليمة والحرص على تناول وجبة الفطور وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالخضراوات الطازجة والفواكه والابتعاد عن مخالطة المرضى واستعمال أدواتهم، كما يجب عدم التعرض للتيارات الهوائية وبخاصة بشكل مفاجئ وممارسة الرياضة البدنية بانتظام، لأنها تقاوم الضغوط النفسية التي تُضعف من مقاومة الجسم وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم وعدم السهر، إضافة إلى عدم التدخين التعرض لدخان المدخنين، وهو ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين بالإكراه وتعزيز الصحة النفسية.
أما عن العلاج، فأشار بركات إلى أنه علاج لتخفيف الأعراض فقط مثل الأدوية الخافضة للحرارة أو المضادة للاحتقان وبعض الوصفات المنزلية مثل الإكثار من شرب السوائل الدافئة كالشوربة والزنجبيل والشاي الأخضر وأعشاب البابونج والميرامية وغيرها، وبالطبع الماء الذي لا يمكن الاستغناء عنه صيفا أو شتاءً واستنشاق بخار الماء والغرغرة بالماء الدافئ والملح.
ولفت بركات إلى أن أمراض الشتاء تشمل الحمى، وهي عرض وليست مرضا وتصيب الكبار والصغار على حد سواء، ولذلك فإن كثيرا من الأسباب تؤدي إلى ارتفاع الحرارة؛ مثل الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وعليه إذا لم يصاحب ارتفاع درجة الحرارة تشنجات أو أعراض أخرى، كسعال مصاحب ببلغم أو حرقان في البول أو طفح جلدي أو ألم عند ثني الرقبة فلا داع للقلق وبالإمكان تناول أقراص خافضة للحرارة وعمل كمادات ماء فاتر، فإن تحسنت الحالة فلا داع لاستشارة الطبيب، وإن ظهرت أعراض كالتي سبق ذكرها أو إن استمرت الحمى أكثر من ثلاثة أيام فلا بد من زيارة الطبيب لمعرفة سبب الحمى.
وثاني أمراض الشتاء حسب بركات، هو الزكام وهو من أكثر أمراض الشتاء شيوعا، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أنه لا يوجد إنسان لم يصب قط بالزكام في حياته، وهو أكثر الأسباب المؤدية للغياب عن العمل أو المدرسة، وقد تبلغ عدد مرات الإصابة بالزكام 6-8 نوبات بالعام لدى الأطفال، 2-4 نوبات عند البالغين.
وتعود أسباب الزكام إلى فيروسات متعددة الأنواع والفصائل، وتشمل الأعراض: صداع - آلام بالجسم - عطاس - ارتفاع في الحرارة - إفرازات مائية في الأنف وتتراوح فترة حضانة المرض بين يوم وخمسة أيام.