القاهره ـ المغرب اليوم
يُعَدّ لون الطعام، الدليل الأهمّ إلى الفوائد الكثيرة التي يؤمّنها للجسم. واللافت أنّ لكلِّ لون خصائص تُحارب نوعاً مُحدّداً من السرطان. المفتاح السرّي لـ"صحّة جبّارة" هو تناول مختلف المأكولات الصحّية لتحصين الجسم ضدّ أخطر أنواع السرطان. وبعدما عرضنا سابقاً للخصائص الصحّية العامّة لأهمّ ألوان المأكولات الطبيعيّة، سنُسلِّط الضوء في هذا التقرير، على نتائج أبحاث حديثة بيَّنت أنَّ كُلَّ لونٍ، في حدّ ذاته، قادرٌ على «رَدع» نموّ نوع من السرطانات. فبأيّ لون يجب عليك "التسلُّح" حتّى تتفادى سرطانات الثدي والبروستات والمبيض والبنكرياس والمعدة والرئة والقولون والفم والحلق؟ الأحمر فضلاً عن قدرته على منع نموّ سرطان البروستات، تبيَّنَ أنّ اللون الأحمَر يحمي من سرطان المبيض والبنكرياس. وأظهرت دراسة شملت 13000 امرأة في كاليفورنيا، أنَّ تناول نصف كوب من البندورة خمس مرّات أو أكثر أسبوعيّاً قد يُخفِّض خطر سرطان المبيض بنسبة تصِل إلى 60 في المئة. من جهة أخرى، ربطت دراسة كندية تناوُلَ البندورة بخفض خطر سرطان البنكرياس. وبحسب العلماء، يعود الفضل في ذلك الى احتواء البندورة على مادة الليكوبين، الموجودة كذلك في الفلفل الأحمر والتوت الأحمر. استهلك إذاً هذه المواد الطبيعيّة، أقلّه مرّة يوميّاً. الأخضر أشارت الدراسات العلميّة إلى العلاقة الوثيقة بين تناول الخضار الكرنبيّة مثل البروكولي والملفوف، وخفض نسبة خطر الإصابة بسرطان المعدة والمبيض والثدي والقولون والرئة، ذلكَ أنَّ هذه الخضار تحتوي على مُركَّب "Glucosinolates" الذي تبيَّنَ أنّه يحمي من نموّ السرطان. كذلك، تشتهر هذه الخضار بغناها بالفيتامين K الضروري للوقاية من السكّري ومن خطر سرطان البنكرياس. وانطلاقاً من هذه المعلومات، يجب استهلاك الخضار الكرنبيّة مرّتين يوميّاً على الأقلّ. البُرتقالي إنّ مادة "البيتا كاروتين" المسؤولة عن اللون البرتقالي في كلّ من الجزر واليقطين، تعمل على محاربة سرطان المعدة من خلال تعزيز موت الخلايا السرطانية. من جهة أخرى، ثبُت أنّ حامض الـ "Caffeic" الموجود في البطاطا الحلوة والجزر، يُبطئ نمو سرطان الثدي، حتّى إنّه يُعزِّز موتها. استهلك إذاً هذه المأكولات البرتقالية مرّتين في الأسبوع على أقلّ تقدير. الأصفر تحتوي الفاكهة الحمضيّة، كالحامض والغريب فروت والبابايا، على الفيتامين C الذي يتمتّع بخصائص عالية مضادة للأكسدة تبيَّن أنّها تحمي من مختلف أنواع السرطان، خصوصاً سرطان المعدة والحلق والفم والقولون. ناهيك عن أنّها توفِّر كمية هائلة من الفلافونويد التي تعرقل نمو الخلايا السرطانية وتطرد المواد السامّة من الجسم. أضِف هذه المأكولات إلى غذائك أقلّه مرّة يوميّاً. الأبيض هل تُدخل الفطر والثوم والبصل إلى غذائك؟ هنيئاً لك! فقد ربطت الأبحاث العلمية هذا النوع من الأطعمة بخفض مستويات الإصابة بسرطان المعدة، والفضل في ذلك يعود إلى مركّب الـ"Allicin" الذي يتمتّع بآثار مضادة للبكتيريا والأكسدة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا المركّب يُفرز عند فرم الثوم أو تقطيعه أو مضغه. ولاستفادة قصوى، انتظر نحو 10 دقائق قبل طبخ الثوم من أجل السماح للـ"Allicin" بالتشكّل. ماذا عن البصل؟ إنه يحتوي على البوليفينول الذي يتحلّى بخصائص مضادة لسرطان القولون. علاوة على ذلك، يحتوي البصل مركّبات طبيعية أخرى مُحارِبَة للسرطان مثل الـ "Quercetin". أمّا الفطر فهو غنيّ بالفيتامين D الذي يقلّص خطر الإصابة بسرطان المبيض. وتبيّن أنّ النساء اللواتي يستهلكن هذه المأكولات بانتظام، ينخفض احتمال إصابتهنّ بسرطان المبيض. لذلك، لا بُدّ من تناول الفطر مرّة يوميّاً. حذارِ كثرتها إنّ إدخال هذه الألوان الجميلة واللذيذة إلى نظامك الغذائي لن يكون وحده كافياً لحماية جسمك من السرطان، إن كنت في المقابل تتناول أطعمة مُضرّة. فقد أظهرت الأبحاث أن الإفراط في استهلاك بعض المأكولات والمشروبات من شأنه زيادة فرص إصابتك بالسرطان، من بينها: - الصودا: يُفضَّل عدم شربه أكثر من مرة واحدة أسبوعياً. - الكحول: توصي الجمعية الأميركية للسرطان بعدم احتساء أكثر من كأس واحد للنساء أو كأسين للرجال. - اللحوم المصنّعة: مثل الهوت دوغ والنقانق ولحم الخنزير المقدد... فقد تبيّن أنّ هذه المواد "غنيّة" بمواد مُسرطنة. - خفض كمية الصوديوم المستهلكة، خصوصاً صلصة الصويا والأطعمة المعلّبة. إنّ التقيّد بهذه التوصيات واتباع عادات حياتيّة صحّية مثل الحركة المنتظمة وعدم التدخين، سيشكّلان حتماً السلاح الأقوى لردع نمو أخطر أشكال السرطان.