الرباط - المغرب اليوم
بتسجيل مدينة طنجة المغربية، لوحدها 296 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، تكون حالة الذعر التي تعيشها الساكنة لها ما يبررها، في الوقت الذي لا تزال فيه مصالح الصحة عاجزة عن تفسير ما يجري. والواقع أن الوضعية الوبائية الكارثية التي تعيشها مدينة طنجة، إنما هي نتاج سياسة فشل أبانت عنها المسؤولة الجهوية الأولى عن القطاع الصحة، إذ يجمع مراقبون أن التدبير الذي اعتمدته المديرة الجهوية للقطاع للازمة الصحية، اتسم بغير قليل من التخبط والعشوائية.
ويرى متتبعون، أن من جملة التخبط والعشوائية التي طبعت تدبير المديرية الجهوية للصحة للأزمة، تتمثل في غياب بروتوكول صحي واضح، بخلاف الوضع في جهة الدار البيضاء، التي نجح مسؤولوها مع الوقت في السيطرة على الوضعية الوبائية إلى حد بعيد. وسبق للاطر الصحية بالمدينة، أن اشتكت من مجموعة من الخروقات والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع الصحي بطنجة، والتي يعتبرونها السبب في الانهيار والعياء الذي يعاني منه الاطباء حاليا والذي أدى إلى تزايد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في طنجة.
كما أن التواصل الذي يُعتبر من “الحاجات الماسة” في هذه الظروف الوبائية التي تعيشها البلاد والجهة خصوصا، فشلت فيه المعنية بالأمر بشكل ذريع، حيث عانت وسائل الإعلام ومعها المواطنون من غياب معلومة دقيقة عما يجري داخل مدنهم وأحيائهم، الشيء الذي ساهم في التقليل من شأن الوضعية الوبائية بالجهة وبالتالي الرفع من مخاطر انتشار الفيروس.
ويرى متتبعون للوضع الصحي في الجهة، أن المديرية الجهوية لا تعرف الكثير عن ظروف الاشتغال في المستشفيات والمصحات، ولم تقم بزيارات ميدانية بالاطلاع على الوضع، واكتفت بخرجة أعلامية وحيدة تتحدث فيها عن أن الوضع الوبائي بالجهة متحكم فيه.
المواجهات المفتوحة بين المديرة والأطر الصحية، أحد الأخطاء التي زادت من تعميق مشاكل القطاع الصحي في المدينة زجهة طنجة، خاصة بعد توقيعها على إعفاءات وتنقيلات عقابية، وقد يكون الوضع الوبائي غير المسبوق، أربك المديرة ولم تعرف كيف تدبر الأزمة، وفق ما يرى عدد من المتتبعين، لكن كان في يدها أن تتراجع وتمنح الفرصة لمن هو مؤهل نفسيا وجسديا لتحمل وزر مواجهة الوضع الوبائي لا أن تتحول أحد الأطراف المساهمة في تأزم الوضع أكثر وأكثر.
قد يهمك ايضا:
"الصحّة" المغربية تؤكّد أنّ الأسبوع الأخير كان الأسوأ بالنسبة لانتشار "كورونا"
إغلاق الأحياء التي يتفشّى فيها "كورونا" في طنجة وفاس والدخول برخصة