برلين - المغرب اليوم
يُعَد الإقلاع عن التدخين مهمة صعبة، فمباشرة بعد الإقلاع يلجأ البعض إلى تناول المزيد من الطعام وهو ما يؤدي إلى زيادة في الوزن، وسرعان ما يعود البعض إلى التدخين، لكنّ هناك طرقا أثبتت نجاحها في التغلب على هذه العادة السيئة، ويُعتبر العلاج السلوكي من بين أهم الطرق التي تساعد المُقلعين عن التدخين، إذ تعمل هذه الطريقة العلاجية على توفير بدائل لهذا السلوك غير الصحي. وتشير الدراسات إلى أن ما يقرب من نصف المدخنين، الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين لا يحتاجون في ذلك لأي مساعدات، لكن عادة ما يحتاج هؤلاء لعدة محاولات لتحقيق ذلك، حسب نتائج خبراء الإدمان، ولهذا فإن الكثير منهم يحتاجون إلى دعم يساعدهم على الإقلاع بشكل دائم عن السجائر. ولعل ما يميز استخدام العلاج السلوكي عن غيره من الوسائل هو قدرته على خلق تغيير سلوك المقلعين عن التدخين على المدى الطويل، ويمكن القيام بهذا العلاج بشكل فردي أو في إطار جماعي. وأثبتت التجارب أن العلاج داخل المجموعات أكثر نجاعة بسبب التأثير الإيجابي للعمل الجماعي، وهذا ما تؤكده الدكتورة كريستا روث زاكنهايم من الجمعية الألمانية للأطباء النفسيين (BVDP)، فخلال فترة العلاج يتم مناقشة المخاوف النموذجية المرتبطة بالإقلاع عن التدخين مثل زيادة الوزن، والتعامل مع هجمات الحنين للتدخين أو حالات الإجهاد وغيرها من العوامل، التي تدفع المقلعين للعودة إلى التدخين. ومع بدء الإقلاع عن التدخين تظهر العديد من الأعراض الجسدية، التي ينبغي التعامل معها بشكل عقلاني، ولهذا فهناك بعض الوسائل المتاحة مثل منتجات النيكوتين كالعَلَكة (اللبان)، وبعض المستحضرات الأخرى، التي تساعد في التخفيف من حدة هذه الأعراض، بالإضافة بعض الأدوية مثل البوبروبيون والفارينيكلين، إلا أنها لا تكون دائمًا خالية من الآثار الجانبية، ولهذا فيجب مناقشة استخدامها مع الطبيب.