الرئيسية » آخر الاخبار
"كورونا" يخنق الأطفال بين قلة الحركة وإدمان الألعاب

الرباط -المغرب اليوم

في إطار الجهود المبذولة لمحاربة وباء "كوفيد-19" وحماية المواطنين من مخاطره، حظيت فئة الأطفال برعاية خاصة، حيث بادرت كل الدول إلى إقفال المدارس لتفادي انتشار الوباء بين المتعلمين، واعتماد التعليم عن بعد. كما أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة مساعدة الأطفال على التغلب على الشعور بالقلق خلال تفشي فيروس كورونا ‏المستجد، ونصحت الآباء بأن يوضحوا لأبنائهم حقيقة ما يجري، ويشرحوا لهم ما يحدث، ويقدموا معلومات واضحة عن كيفية الحدّ من خطر العدوى بعبارات يسهل على الأطفال فهمها وتتناسب مع أعمارهم.

لقد اعتمدت الحكومات في العالم إجراءات عديدة للحد من خطورة الوباء، من أهمها تطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية في إطار الحجز الصحي والطوارئ الصحية، وألزمت المواطنين بالخضوع لها بالترهيب والترغيب. وقد شمل هذا الحجر الصحي فئة الأطفال، مما أثر على سلوكهم داخل المنازل لحاجتهم الماسة إلى الحركة واللعب.

في المغرب، تعالت أصوات أطباء وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالأطفال تطالب الحكومة بمراعاة ظروف الأطفال في فترة الحجر الصحي، والسماح لهم رفقة أسرهم بالخروج إلى الأماكن العامة لمدة زمنية محددة في اليوم، يمكن تحديد مواقعها من طرف السلطات العمومية (حدائق، منتزهات، غابات، شواطئ...)، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.

والواقع أن الحجر الصحي حرم كثيرا من الأطفال المغاربة، خاصة في المدن، من اللعب، وفي ذلك تجاهل غير مفهوم لحقائق علمية تؤكدها الدراسات في علم النفس التربوي، حيث هناك اتفاق بين المختصين على أن اللعب مهم بالنسبة للأطفال. ومن خلال اللعب يتزايد التطور الذهني بشكل ملموس، حيث تتكون القدرة على اكتشاف العالم المحيط بالطفل، وتحليله، واختياره. كما يستطيع الطفل بواسطته تحسين المهارات والمعرفة التي يملكها فعلاً، وتعميقها، وتطوير شعور تأملي وحب استطلاع قد يستمر مدى حياته، إضافة إلى أن اللعب يكسب الأطفال رؤية صحيحة للأشياء، وعلاقاتها، وأهميتها.

ومن هذا المنطلق، يبدو مهما أخذ حق الطفل في مزاولة الألعاب والاستجمام بعين الاعتبار، في إطار النهوض بالحق في التعليم وحمايته. ومن المهم كذلك، وفق المادة 32 من اتفاقية حقوق الطفل، تطبيق حق الطفل في الراحة والاستجمام.

غير أنه في ظل أزمة كورونا، وخلال فترة الحجر الصحي، ونظرا لتقييد حركتهم، التجأ كثير من الأطفال إلى ممارسة اللعب الافتراضي مع أقرانهم، عبر تطبيقات الأنترنيت، وفي ذلك خطورة بالغة استعرضها "الدليل العملي للمخاطر المرتبطة بجرائم الأنترنيت المحدقة بالطفل" الذي أصدرته الإيسيسكو عام 2012، وألفته الدكتورة ليلى القجيري، أستاذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط. ويمكن الاطلاع على محتويات هذا الدليل من خلال زيارة الموقع الرسمي للمنظمة.

ورغم مرور 8 سنوات على إصدار هذا الدليل، إلا أن كثيرا من القضايا التي تطرق لها ما زالت حاضرة اليوم واتخذت أشكالا أكثر حدة وتعقيدا. ويهدف هذا الدليل إلى مساعدة المدرسين والآباء لمعرفة المظاهر المختلفة لاستخدام الأنترنيت من لدن الأطفال والمراهقين، ومساعدة المربين على الإحاطة بالتأثيرات الناجمة عن تعاظم أصناف التهديد السيبرياني على المستويين الوطني والدولي. كما يتضمن عددا من المعلومات والإجراءات الهادفة إلى تحسيس وتوعية المربين والأطفال بشأن المخاطر وأصناف التهديد الكامنة في الاستخدام العشوائي للأنترنيت.

وما دمنا نتحدث عن حرمان الأطفال من اللعب الواقعي الحركي الحسي بالحجر الصحي، ولجوئهم إلى الألعاب الافتراضية أو الإلكترونية عن بعد، سنقتصر على الإشارة إلى المخاطر المرتبطة بالألعاب العنيفة على النت التي أدرجها الدليل المذكور ضمن صنف المضامين غير الملائمة المفضية إلى التأذي والصدمة النفسية.

يؤكد الدليل أن "الألعاب على شبكة الأنترنيت غير متناهية بعكس ألعاب الفيديو المحددة زمنيا، ذلك أن المشاركين في اللعبة يظل بعضهم مع بعض بشكل مستمر، وبطريقة ما، حتى وإن سجلوا الخروج. فالشخوص التي ابتكروها في اللعبة تواصل اللعب والإنتاج"، مما يفتح الباب أمام تعرض الأطفال للهجوم والأذى وهم غائبون عن حواسيبهم. كما يقع الأطفال في دوامة الإدمان على الأنترنيت من خلال الألعاب الشبكاتية.

ويوضح الدليل في هذا الجانب أنه خلافا للألعاب بواسطة التحكم، فإن الطفل المشارك في اللعبة الشبكية لا يتحكم في الزمان لأن اللعبة لا نهاية لها، كما أنه لا يتحكم فيها بواسطة أزرار التشغيل والتوقيف، بل يصبح اللعب ممتدا إلى ما لا نهاية بسبب وجود لاعبين آخرين على الخط وموجودين في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية. كما يصبح اللاعبون غالبا أشد عدوانية وانفعالا بعد تعرضهم لعنف اللعبة التي شاركوا فيها، خاصة وأن اللعبة تتيح تدمير كائنات بشرية افتراضية بمجرد النقر بالفأرة، ومحاكاة هجومات انتحارية، ونيل مكافآت افتراضية.

ويوضح الدليل أن الأطفال بسبب وقوعهم ضحايا الألعاب العنيفة على الأنترنيت يعانون من تغييرات خطيرة في السلوك بفعل الإدمان المؤدي إلى اضطرابات نفسية، كما لا يستطيعون التمييز بين اللعب والواقع، بالإضافة إلى تعرضهم لمشاكل صحية نتيجة السمنة والبدانة بسبب قلة الحركة، ولآثار وخيمة لضوء شاشة الحاسوب على الجهاز العصبي وعلى صحة الأعين.

قديهمك ايضا

جهة كلميم وادنون تسجلان حالتي إصابة بوباء" كورونا" في المغرب

طفل “بنسركاو” يمنح جهة سوس فرحة الانتصار على فيروس "كورونا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

خضراوات تعزز المناعة في فصل الخريف
الزجاجات الزجاجية أكثر أمانًا للصحة والبيئة مقارنة بالبلاستيكية
سرطان الثدي عند الرجال حالة نادرة وأعراضه وعلاجه مشابهة…
التمارين الرياضية تعزز استجابة الدماغ للأنسولين وتحسن التحكم في…
تلقيح أكثر من 547 ألف طفل في غزة ضد…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُصادق على مرسوم جديد لتنظيم العمل الخيري…
انطلاق أعمال المجلس الوزاري الخليجي والاجتماعات العربية في مكة…
الملك محمد السادس يُهنئ رئيس جمهورية غانا بمناسبة احتفال…
السعودية تدعم مغربية الصحراء وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي تشكل…

فن وموسيقى

إلهام شاهين تثير الجدل بتصريحاتها بشأن الصلاة وتكشف عن…
محمد حماقي يخضع لجراحة عاجلة بالبطن وينفي شائعات جراحة…
إياد نصار يوضح سبب اختيار اسم مسلسل "ظُلم المصطبة"…
نجوى كرم بين النجاحات والتحديات في مسيرتها الفنية والشخصية…

أخبار النجوم

طارق لطفي يكشف عن رأيه بخصوص ارتداء الحجاب
محمد رمضان يعلق على مقارنة «مدفع رمضان» بـ «رامز…
رانيا يوسف تختار النجمة مي عمر منافسة لها في…
إلهام شاهين توضح أسباب فشلها في الإنتاج

رياضة

ظهور أبو تريكة في إعلان النادي الأهلي يُثير ضجّة…
محمد صلاح يتأهب لقمة ليفربول وباريس بأرقام مميزة في…
ميسي يروي معاناته في باريس سان جيرمان ويفصح عن…
وليد الركراكي يؤكد أن المغرب أصعب منتخب يمكن تدريبه

صحة وتغذية

طرق لتقليل تأثير الحلويات على الجسم وصحة الأمعاء
المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة "بوحمرون" لرفع…
أطعمة غنية بالألياف تساهم في تحسين الهضم وتنظيم مستويات…
مسكن شائع أثناء الحمل قد يزيد من خطر اضطراب…

الأخبار الأكثر قراءة

مشروب يحتوى على نسبة كالسيوم أعلى من حليب البقر
أضرار الإفراط في فيتامين E نزيف خطير ومضاعفات صحية…
أسباب زيادة الشهية ما دور التوتر والوجبات غير المتوازنة…
دراسة تكشف استنشاق غاز الزينون قد يحمي من الزهايمر…
فوائد البنجر لصحتك يقلل الالتهابات ويحمي من السرطان ويعزز…