واشنطن ـ المغرب اليوم
في أول استخدام لتقنية الهندسة الوراثية لإنشاء خلايا المخ من خلايا الدم من عدد من الأفراد في عائلة واحد ينتمون لثلاثة أجيال يعانون من متلازمة "توريت"، نجح فريق من العلماء في جامعة "نيو برونزويك" الأمريكية في تحديد الأسباب المرضية لهذه المتلازمة العصبية.
و"متلازمة توريت"، هي متلازمة الخلل العصبي الوراثي الذي يظهر منذ الطفولة، وتظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية يصاحبها متلازمة صوتية متكررة، وكانت متلازمة "توريت" تعتبر مرضا عرضيا غريبا شاذا نادرا، خاصة أنه يصاحبه في العادة ألفاظا نابية تخرج من المريض بشكل لا إرادي.
وقال الدكتور جاي تيسكفيلد، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في جامعة "نيو برونويك" الأمريكية: "تشكل النتائج المتوصل إليها أهمية قصوى للأبحاث المستقبلية المعنية باضطرابات متلازمة (توريت) وغيرها من الاضطرابات العصبية والنفسية، لأنه قبل اكتشاف هذه التقنية، لم نتمكن من دراسة الخلايا العصبية الدماغية بين المرضى"، مضيفا: "أعتقد أن هذه التقنية ستعطينا فهما أفضل لأنواع الجينات التي تسبب هذا المرض، كما يمكن أن يسهم استخدام هذه الخلايا لفحص واختبار العقاقير التي قد تكون فعالة للعلاج".
وكانت هذه التقنية قد استخدمت في السابق للتحقق من الارتباط الوراثي للأمراض النفسية أو العصبية الأخرى مثل الفصام، ومرض "لو جيهريج"، إلا أنها تعد المرة الأولى التي يتم استخدامها في البحث وراء أسباب متلازمة "توريت" التي ليس لها علاج دقيق حتى الآن، ولا يمكن بعد تشخيصها عن طريق الاختبارات الجينية".
وعكف العلماء على تحويل خلايا الدم من أفراد أسرة واحدة، منهم من عانى من متلازمة "توريت" ومنهم من لم يعان، إلى خلايا جذعية محفزة مستحدثة، التي تم تحويلها بعد ذلك إلى خلايا عصبية في المخ، وقد لوحظ أن الخلايا الجذعية المحفزة باتت قادرة على النضج و التطور لأي نوع من الخلايا البالغة – سواء خلية عضلية للقلب أو خلية عصبية – وهو ما أتاح فرصة لدراسة الأمراض في الأنسجة الأكثر تضررا.
وخلص العلماء إلى أن اضطراب متلازمة " توريت"، واضطراب الوسواس القهري، نجما على الأرجح عن طفرة جينية في جين "ينكد" وجدت بين أفراد من الأسرة خضعوا للدراسة ممن تم تشخيص إصاباتهم بالاضطرابات.
ووجد العلماء أن شكل المخ بين الأشخاص الذين يعانون من طفرة جينية فى جين "ينكد"، ارتفعت هذه الطفرة بين مرضى متلازمة "توريت".
وشدد الدكتور جاي تيسكفيلد، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في جامعة "نيو برونويك" الأمريكية، علي أن التقنية الوراثية تمكن من التوصل إلى الخلل الجيني وتعطيله حتى لا يسبب الإصابة بمتلازمة "توريت" العصبية .