الرباط - المغرب اليوم
على نحو غير متوقع، خلخلت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة حسابات النقابات التقليدية خلال انتخابات ممثلي الموظفين في اللجان الإدارية متساوية الأعضاء بقطاع الصحة، باحتلالها للرتبة الرابعة بفارق مقعد واحد فقط عن نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل التي جاءت في الرتبة الثالثة.
وحصلت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة على 70 مقعدا، بنسبة 14 بالمئة من مجموع المقاعد، بينما تصدرت نقابة الاتحاد المغربي للشغل الانتخابات بـ124 مقعدا، متبوعة بنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بـ103 مقاعد، ثم الفدرالية الديمقراطية للشغل بـ71 مقعدا.
وخلقت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة مفاجأة كبيرة بمزاحمتها لـ”النقابات العتيدة” في صدارة نتائج انتخابات ممثلي الموظفين في اللجان الإدارية متساوية الأعضاء بقطاع الصحة، علما أنّ التحضير لإنشاء النقابة الفتيّة لم يبدأ إلا في مطلع شهر نونبر الماضي، أي قبل سبعة أشهر فقط من إجراء الانتخابات.
وفسّر مصطفى جعى، الكاتب العام للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، النجاح الباهر الذي حققته النقابة بأسباب عدة، على رأسها نفور الموظفين من الخلط بين ما هو سياسي وما هو نقابي داخل النقابات التقليدية، الأمر الذي ما حدا بهم إلى إنشاء تنسيقيات وحركات، كحركة الممرضين وتقنيي الصحة.
وقال جعى، في تصريح لوسائل إعلامية، إن الهدف الأساسي للتنسيقية المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، “هو الدفاع عن المطالب المهنية بعيدا عما هو سياسي وما هو إيديولوجي”.
ويُتوقع أن تشكل المفاجأة الكبيرة التي خلقتها النقابة المذكورة منعطفا مهما في العمل النقابي بقطاع الصحة، وفي علاقة النقابات بالعاملين في هذا القطاع؛ ذلك أن النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة دخلت غمار الانتخابات بـ “صفْر إمكانيات”، على حد تعبير كاتبها العام، ولا تتوفر على أي مقر، حيث اقتصرت حملتها على منصات التواصل الاجتماعي.
الخلط بين السياسي والنقابي داخل النقابات التقليدية، ليس هو السبب الوحيد الذي ساهم في صعود أسهم النقابة الجديدة في الانتخابات الأخيرة، بل ثمة أسباب أخرى، منها غياب الديمقراطية الداخلية داخل النقابات الأخرى.
في هذا الإطار، قال مصطفى جعى: “هناك نقابات تستمر فيها القيادة عشرين سنة، وهذا يثير غضب المنخرطين، خاصة الشباب، كما أن تعاملها مع الملفات المطلبية للشغيلة يظهر جيدا من ناحية الشعارات والبيانات، ولكن في الكواليس تجري أمور أخرى”.
وأفاد المتحدث بأن النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة واجهت عوائق كبيرة من طرف النقابات الموجودة على الساحة من أجل الحيلولة دون خروجها إلى الوجود، “حتى اعتقدنا أنهم لن يتركوا نقابتنا تمر قبل انتخابات هذه السنة”.
وبعد النتيجة المفاجئة التي حققتها في انتخابات ممثلي الموظفين في اللجان الإدارية متساوية الأعضاء بقطاع الصحة، ستضع النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة على قائمة أولويات ملفها المطلبي، إحداث الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة، التي ما فتئ العاملون في هذا المجال يطالبون بها منذ سنوات دون أن تستجيب لهم وزارة الصحة إلى حد الآن.
قد يهمك ايضاً :
"الاتحاد المغربي للشغل" تتصدر الانتخابات المهنية بقطاع التكوين المهني
الأساتذة المتعاقدون يشكون إقصاء "الانتخابات المهنية" ويتمسكون بمطلب الإدماج