الدوحة - واس
في إطار مشاركته في إحياء مناسبة اليوم العالمي للإسعافات الأولية، نظم الهلال الأحمر القطري محاضرة توعية وتثقيف حول الصحة المجتمعية والإسعافات الأولية لصالح 30 شخصا من الجنسين من كبار السن والموظفين في مركز تمكين ورعاية كبار السن (إحسان).
اشتملت المحاضرة على عدة محاور بدأت بالتعريف بالهلال الأحمر القطري ومبادئه وخدماته المجتمعية والإشارة إلى أهمية الإسعافات الأولية في إنقاذ الأرواح وتخفيف الألم والحد من الآثار الجانبية للإصابات المختلفة، ثم استعراض أهم الإصابات المتوقع حدوثها في الحياة اليومية مثل الإغماء والكسور والجروح والرعاف (نزيف الأنف) والحروق والسقوط من أماكن مرتفعة إلخ. وتضمن الجانب التطبيقي من المحاضرة استخدام دمية ثم الاستعانة بأحد المتطوعين، حيث تم شرح كيفية التعامل مع بعض هذه الحالات وإسعافها، كما قام أحد المشاركين بالتطبيق العملي لما تم عرضه سلفا من المدربين حول كيفية إنعاش القلب والرئتين في حالات الاختناق وصعوبة التنفس.
وتضمن جانب من المحاضرة الحديث عن كيفية التواصل هاتفيا مع الإسعاف وأهمية توصيل المعلومات بشكل هادئ وسليم، سواء فيما يتعلق بوصف حالة المصاب أو إعطاء العنوان بدقة، ومن ثم اتباع التعليمات التي يقدمها المسعف لمرافق الحالة حتى وصوله. كذلك تضمنت المحاضرة بعض النصائح الضرورية لفئة كبار السن ومنها أهمية الفحص الطبي الدائم ومراقبة حالتهم الصحية، والانتباه دائما إلى المحافظة على توازنهم لتفادي السقوط والإصابة بكسور، والاهتمام بفحص فيتامين “د”، مع التأكيد على ضرورة معرفة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولونها، خاصة تلك التي تسبب الدوار أو النعاس.
وقد اعتمدت آلية المحاضرة على أسلوب العصف الذهني وطرح الأسئلة من جانب المدربين لإشراك الحضور فيما يتم عرضه من معلومات حول مبادئ الإسعافات الأولية، كما حرص المدربون على تشجيع أصحاب الإجابات الصحيحة والتصويب لأصحاب الإجابات الخاطئة وعرض المعلومة بشكل صحيح وكامل، وهو الأمر الذي خلق حالة من التشويق وشد الانتباه.
وأبدى المشاركون في المحاضرة سواء من كبار السن أو الموظفين تفاعلا كبيرا طوال الوقت، خاصة عندما تم فتح باب الأسئلة والنقاش مع فريق التدريب بالهلال الأحمر القطري، حيث تنوعت الأسئلة بين حالات الحروق وابتلاع الأطفال للمواد السامة كالكلور ولدغات العقارب والثعابين والرعاف والصرع وضربات الشمس.
وفي نهاية اليوم تم توزيع حقائب الإسعافات الأولية على المشاركين، وجميعها مقدمة من شركة بياميد للتجارة دعما منها للهلال الأحمر القطري، الذي يولي أهمية كبيرة للعناية بفئة كبار السن في المجتمع القطري، بالتعاون مع الجهات المختصة وعلى رأسها مؤسسة إحسان.
وعلى هامش المحاضرة، وجه السيد محمد النصف مدير إدارة الخدمات الصحية في مؤسسة إحسان الشكر إلى الهلال الأحمر القطري على ما يبذله من جهود لخدمة المجتمع ككل وفئة كبار السن بشكل خاص، وهو ما يظهر جليا من خلال تعاونه الدائم مع المؤسسة.
كذلك تحدثت الدكتورة منار الغمراوي المستشار النفسي والاجتماعي للمدير التنفيذي بالمؤسسة قائلة: “الهلال الأحمر القطري يعتبر أحد سواعد قطر البناءة، فهم متواجدون في كل مكان لخدمة المجتمع بفئاته المختلفة، وما يقدمونه لفئة كبار السن يسهم بشكل كبير في حمايتهم من الإصابة بأمراض الاكتئاب التي تنجم عن شعورهم بأن دورهم قد انتهى في الحياة وأنهم مهمشون، ودورنا هو خدمتهم وتقديم حياة كريمة لهم ومساعدتهم كي يشعروا بأن لهم دورا هاما في المجتمع، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال مثل هذه الدورات والمحاضرات التي تساعد على تنميتهم ذاتيا وتشعرهم بأنهم في قلب الأحداث وأن لديهم القدرة على مساعدة أنفسهم والآخرين”.
الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر القطري يقوم بدور فاعل داخل المجتمع القطري لمساندة أجهزة الدولة والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال الإسهام في شتى المجالات وعلى رأسها الخدمات الطبية، وذلك في ضوء رسالته الهادفة إلى تحسين حياة الضعفاء بتفعيل طاقات الإنسانية والارتقاء الشامل بالإنسان خاصة فيما يتعلق بالصحة والسلامة.
وتأتي دورات ومحاضرات التثقيف والتدريب الصحي في مقدمة هذه الخدمات الطبية التي يقدمها الهلال الأحمر القطري لمختلف فئات المجتمع، بهدف إكساب أفراده المهارات الطبية اللازمة للتعامل السليم مع الإصابات والحالات الطارئة.