صنعاء - سبأ
يحي العالم غدا الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة السرطان 2015، تحت شعار "ليس خارج نطاق قدراتنا"، وهو يسلط الضوء على الحلول الموجودة ومن اليسير الحصول عليها حتى تؤثر على وتحد من عبء السرطان وهو المرض الذي يحصد اليوم أرواح أعداد متزايدة من مختلف الفئات العمرية خاصة فئة الشباب.
ويأتي هذا الاحتفاء الذي تنظمه في الـ 4 من شهر فبراير من كل عام منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) بهدف دعم جهود الهيئة الدولية لمكافحة السرطان (UICC) وإيجاد سبل للتخفيف من العبء العالمي المتصل بانتشار مرض السرطان.
وبالمناسبة حذرت منظمة الصحة العالمية ان عدد ضحايا مرض السرطان منذ عام 2005 سيصل إلى نحو 84 مليون شخص بحلول عام 2015، إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك.
والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم، ويشار إلى تلك الأمراض أيضا بالأورام والأورام الخبيثة.
ومن السمات التي تطبع السرطان التولّد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة، وتمثل النقائل أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان.
ويعتبر السرطان أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، فقد تسبب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008، وتقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام من جرّاء هذا المرض.
وتحدث 30 في المئة من الأمراض السرطانية بسبب خمسة عوامل خطرة تتوزع ما بين عوامل غذائية تتعلق بالجسم وعدم تناول الفاكهة والخضراوات بشكل كاف وقلة النشاط البدني والتدخين والكحول إذ يعتبر التبغ من أهم عوامل السرطان ويسبب بنسبة 22 في المئة من نسبة أمراض السرطان في العالم العربي ويسبب أكثر من 70 بالمئة من وقوع سرطان الرئة.
وتعد الملوثات البيئية أيضا من أبرز العوامل المؤدية لانتشار أمراض السرطان وكذلك انتشار العدوى الفيروسية كالتهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري المسئول عن نسبة 20 في المئة من حالات السرطان.
وتقوم التوعية الصحية بدور كبير في التوعية من السرطان من خلال جعل المعلومات المتعلقة بهذا المرض متاحة لجميع أفراد المجتمع وأن ترتكز رسائل التوعية على الحقائق العلمية دون تهوين أو تهويل.
وتؤكد الدراسات العلمية الحديثة والتقارير الصادرة عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن معظم أنواع السرطان يمكن الوقاية منها عن طريق إتباع الأنماط الصحية للحياة وهي الابتعاد عن التدخين وممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة والتخلص من السمنة وتناول كميات كافية من الخضراوات والفواكه والألياف في الوجبات الغذائية.
وأكد مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان الدكتور كريستوفر وايلد أن العالم سيشهد زيادة بمعدل 70% في حالات الإصابة بمرض السرطان في أقل من 10 سنوات.
وتشير الدراسات والتقارير الدولية الصحية إلى أن عدد الحالات سيرتفع من 14 مليون حالة في عام 2012م إلى 19 مليون حالة بحلول عام 2025م,وتشكل هذه الزيادة عبئاً على منظمة الصحة العالمية وعلى دول العالم.
وأشار وايلد إلى أن الوفيات بسبب السرطان تتراوح ما بين عمر 30 إلى 69 سنة حيث بلغ إجمالي عدد الوفيات 4 ملايين حالة وفاة بسبب هذا الداء وبعض الأمراض غير المنتشرة.
وأوضح أن التحدي الذي تواجهه الدول هو أن هناك عوامل مشتركة في هذا المرض والتركيب مختلف والعلاج مختلف, مبيناً أن هناك تحرك وإجماع دولي يركز على الأولويات الإقليمية.
ودعا مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان لسرعة التحرك بتطبيق المعرفة والأبحاث التي أنجزت في مجال السرطان، حيث يمكن السيطرة على 50% من الحالات المكتشفة والتخلص منها بفضل هذه المعرفة.
وأشار إلى أن الحلول تكمن في تكثيف الجهود في مجال التثقيف والتعليم والتغيير السلوكي إضافة إلى سن وتطوير التشريعات والسياسات التي تقود للسيطرة على هذا المرض، مؤكداً إلى أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان ستوفر دليل يساعد على اتخاذ قرارات عاجلة والتقليل من عدد الحالات وتخفيف عبئها.
حقائق وأرقام:
السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008.
- تقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام من جرّاء السرطان.
-هناك اختلاف بين الرجاء والنساء فيما يخص أشيع أنواع السرطان.
- تحدث 30% من وفيات السرطان بسبب خمسة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية هي ارتفاع منسب كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول.
- يمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الاختطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22% من وفيات السرطان العالمية و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.
- العدوى التي تسبّب السرطان، مثل العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد(B) أو(C) وفيروس الورم الحليمي البشري، مسئولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
- من الملاحظ أن نحو 70% من مجمل وفيات السرطان التي سُجلت في عام 2008 حدثت في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
- من المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في عام 2030.
يذكر أن الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بدأ الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2005 من خلال تنظيم تظاهرة سنوية لرفع الوعي العالمي بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وتعزيز الجهود في مكافحته.