واشنطن ـ أ.ش.أ
قد يترافق الصداع النصفى فى منتصف العمر مع زيادة إحتمالات الإصابة بأمراض أو غيرها من إضطرابات الحركة مثل الشلل الرعاش فى السنوات اللاحقة، وذلك وفقا لأحدث الأبحاث الطبية التى أجريت فى هذا الصدد.
فقد أثبتت دراسة طبية حديثة وجود صلة بين الصداع النصفى وزيادة فرص الإصابة بالشلل الرعاش، حيث لوحظ أن معظم السيدات اللاتى يعانين من نوبات الصداع المسبوق بالهالات البصرية، يعد أحد العلامات التحذيرية التى قد تشير إلى إمكانية الوقوع فريسة لمرض "الباركنسون "الشلل الرعاش".
وقالت الدكتورة آن شير أستاذ علم الأوبئة فى جامعة "ميريلاند" الأمريكية أنه علينا التشديد على العلاقة الوثيقة والتى قد تعد غير مألوفة بين نوبات الصداع النصفى الشديدة وبين مخاطر الإصابة بالشلل الرعاش " الباركنسون ". وتشير الابحاث – المنشورة فى العدد الأخير من مجلة " علم الأعصاب " على الأنترنت – أن الخفقان والصداع المزمن يؤثر على حوالى 28 مليون أمريكى تخطت أعمارهم الثانية عشرة، ليؤثر الصداع النصفى على ثلاثة أضعاف أعداد النساء مقارنة بالرجال، وفقا " لجمعية الصداع الأمريكية ".
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه " المؤسسة الوطنية للشلل الرعاش" معاناة أكثر من مليون شخص من الشلل الرعاش " الباركنسون " فى الولايات المتحدة، بينما يتم تشخيص نحو 60 ألف حالة سنويا. كان الباحثون قد استعرضوا سجلات أكثر من 5 آلاف و600 شخص من أيسلندا تراوحت أعمارهم مابين 33 إلى 65 عاما ليتم تتبعهم لمدة 25 عاما.
وفى بداية الدراسة لم يعان 4 الاف شخص من نوبات الصداع، فى مقابل 1,028 شخص عانوا من نوبات الصداع النصفى بشكل متكرر، ونحو 430 شخصا من نوبات الصداع النصفى المصحوبة بهالات.
وفى وقت لاحق، طلب من المشاركين سواء الكشف عن ما إذا تم تشخيص إصابتهم بالشلل الرعاش أو يعانون من بعض اعراضه أو لديهم تاريخ وراثى أو يعانون من متلازمة تململ الساقين، وهو إضطراب حركة تميز بأحساس غير مريح بالساقين ورغبة ملحة لتحريكها.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يعانون من الصداع النصفى مصحوبا مع هالة فى منتصف العمر كانوا أكثر عرضة بمعدل الضعف بإحتمال تشخيصهم بمرض الشلل الرعاش (الباركنسون ) فى مراحل لاحقة من حياتهم، مقارنة بالاشخاص الذين لايعانون من نوبات الصداع، حيث أشارت البيانات إلى أن مرضى الصداع النصفى كانوا اكثر عرضة بمعدل 3,6 مرات للاصابة بالشلل الرعاش. كما وجدت الدراسة أن ما يقرب من 20 % من مرضى الصداع النصفى المصحوب بهالة، يصابون بأعراض الشلل الرعاش بنحو 12,6% مقارنة بنحو 7,5% من الذين يعانون من الصداع النصفى فقط. ومن ناحية أخرى، أكد الباحثون على أن كلا من متلازمة تململ الساقين ومرض الباركنسون ينطويان على خلل وظيفى فى المخ ومادة "الدوبامين " الكيميائية، حيث يعتقد أن تنمية الصداع النصفى تترافق مع تشوهات الدوبامين، وهو ما يستلزم تركيز البحوث المستقبلية سواء التى ستجرى على الباركنسون أو الشلل الرعاش من تحليل تأثير عوامل الخطر الجينية.
يذكر أن عددا من الدراسات السابقة قد أشارت إلى العلاقة الوثيقة بين الصداع النصفى المصحوب بهالة وأمراض والأوعية الدموية والسكتات الدماغية، لذلك كان هناك إهتمام متزايد فى ما إذا كانت هذه الروابط قد تعبر عن أعراض عصبية أخرى فى وقت لاحق فى الحياة.