الرباط ـ المغرب اليوم
حمّل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، شبكات تهريب البشر مسؤولية استفحال الهجرة من المغرب نحو أوروبا في الآونة الأخيرة، موردا أنها لجأت إلى تهجير الشباب من شمال المغرب إلى أوروبا، وخاصة إسبانيا، بسبب تضييق الخناق عليها من طرف السلطات المغربية.
وقال رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في كلمة خلال اجتماع اللجنة الوطنية لحزبه بعد عصر اليوم السبت: "شبكات التهريب بغاو يخسّْرو كلشي، ويربكوا الوطن والمواطنين، وإلا لماذا يريدون تهريب الناس مجانا عبر قوارب الهجرة السرية"، مبرزا أنّ المغرب سيواجه الهجرة السرية بحزم.
"المغرب لن يسمح أن يكون مَعبرا لأنشطة غير قانونية، وقد تمكنّا من تفكيك شبكات الهجرة التي ألقي عليها القبض وإنقاذ آلاف المهاجرين في الآونة الأخيرة، وهناك جهد كبير بذلته السلطات الأمنية على جميع المستويات للحد من هذه الظاهرة"، يقول العثماني، مضيفا: "غَضَب المواطنين يجب أن يصب على هؤلاء".
وبخصوص مقتل الشابة حياة، المتحدرة من مدينة تطوان، بعد إطلاق النار من طرف قوات البحرية الملكية على زورق للهجرة السرية كانت على متنه، وهو الحادث الذي خلّف حالة من الغضب ما زالت تداعياتها جارية، قال العثماني: "حادث وفاة حياة مؤلم، وسنرى ما وقع بالضبط في هذا الحادث، وسنتتبع التحقيق الذي فتحته النيابة العامة، ولكن راهْ هناك حرب مع شبكات التهريب".
وبالرغم من تحميله شبكات الاتجار بالبشر مسؤولية استفحال الهجرة السرية من المغرب إلى أوروبا، لم يُخف العثماني مسؤولية حكومته في ما يجري، مبرزا أنها منكبة على "إنجاز مشاريع ذات بعد كبير، حيث وضعنا أولويات واضحة، وهي التعليم والصحة والتشغيل والحماية الاجتماعية، ودعم التنافسية الاقتصادية والمساعدة على التصنيع، ومحاربة الفساد".
من جهة ثانية، حرص العثماني على المرور بسرعة على موضوع الخلاف الذي نشب قبل أيام بين حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، بعد توجيه انتقادات لاذعة من طرف قياديين في حزب "الحمامة" إلى حزب "المصباح"، إذ اكتفى بالقول: "إنّ البلاغ الذي أصدرناه ردّا على التهجم علينا، نعتبره كافيا".
وأضاف العثماني أن العمل الحكومي "ليس فيه إشكال، وما يحدث ينسحب دائما على أي عمل حكومي"، مضيفا: "هناك إشكالات ولكن لا يجب أن نتركها تؤثر على الإصلاح، لأن الذين يثيرون الزوابع هدفهم هو أن يشغلونا عن إنجاز الإصلاحات بترهات وبأمور هامشية، وسنعطي لهذه المشاكل الوقت لحلها، لكن ليس على حساب المصلحة العامة، وسيحرص حزبنا على الدفاع عن نفسه كلما اقتضت الضرورة، ولكن مع الحرص على أن تنجح الحكومة في إنجاح المشاريع التي وضعتها".