الرباط ـ المغرب اليوم
توجه جديد تكرسه وزارة الشباب والرياضة، بعد إعلانها، اليوم الأربعاء، عن إستراتيجية رياضية تعتزم من خلالها "إنشاء باكالوريا رياضية، تمكن من تخريج المئات من الرياضيين كل سنة، ابتداء من الموسم الجاري، حيث بات بإمكان التلاميذ اختيار "الباكالوريا الرياضية"، منذ سنتهم الأولى إعدادي. وتروم هذه المبادرة إعادة هيكلة الحقل الرياضي، لضمان ظهور الأبطال الرياضيين المغاربة بوجه مشرف مستقبلا".
رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، أكد، في معرض حديثه في لقاء اليوم احتضنه مقر الوزارة بالعاصمة الرباط، أن "الجامعات الرياضية مطالبة ببناء مدارس وتجهيزها كما ينبغي، قصد توفير الظروف الدراسية والرياضية للتلاميذ، وتكوينهم بشكل يجعل المتعلمين يتقنون رياضتهم وفق المعايير المتعارف عليها دوليا، للوقوف أمام خيار الرياضة أو الدراسة، الذي يشكل هاجسا للعديد من الممارسين".
وأضاف الطالبي العلمي أن "الإستراتيجية الجديدة تهم كذلك توسيع قاعدة ممارسي الرياضة في المغرب، من خلال توفير تكوين مهني في مجالات الرياضة، تتجاوز منطق الممارسة العادية المعروفة بالتباري، إلى خلق فرص شغل ترتبط بالخبرة والتحكيم والتدريب الاحترافي، بعد اجتياز عديد التكوينات عالية المستوى".
وأكمل الوزير التجمعي أن "الإستراتيجية ستعمل كذلك على وقف نزيف هجرة الرياضيين المغاربة صوب الخارج، فمن غير المعقول أن يجري تكوين أبطال مغاربة وأن يتألقوا في منافسات محلية، ثم يتركوا وطنهم لصالح بلدان أخرى"، مشيرا إلى أن "الملك أكد على ضرورة الحفاظ على المواهب والطاقات الرياضية، عبر التنسيق بين الجامعات الملكية والجمعيات الرياضية المعترف بها".
وقال المتحدث إن "الجمعيات الرياضية على المستوى الوطني ملزمة بتطبيق القانون"، متوعدا بمحاربة جميع مخالفي القانون، داعيا إياهم إلى "تسوية وضعيتهم، من أجل الاستفادة من جميع الامتيازات التي تمنحها الوزارة، وعلى رأسها استغلال القاعات الرياضية"، وزاد: "الوزارة أحصت 361 جمعية رياضية تشتغل دون ظروف السلامة المنصوص عليها والمحددة، في توفير إطار رياضي حاصل على دبلوم معترف به من طرف مؤسسات الدولة، وتوظيف طبيب رياضي متخصص".
وأوضح المسؤول الحكومي أن "الجمعيات مطالبة بضمان جو من الديمقراطية والشفافية داخلها، ومحاربة الصراعات التي تتم بشكل دائم داخل الجموع العامة"، مع تشديده على "ضرورة احترام مخرجاتها والالتزام بها"، مشيرا إلى أن "المشاكل التي تثار أحيانا بين المترشحين لا تمت إلى الرياضة وأخلاقها بصلة".
وأردف المتحدث أن "الوزارة ليس لها مشكل مع هامش الربح الذي تطرحه الجمعيات؛ لكن أداء أولياء أمور التلاميذ مبالغ مالية مهمة يفرض ضرورة التدخل لضمان تكوين رياضي في المستوى الجيد".