الرئيسية » ناس في الأخبار
عبد الجليل لحجمري

الرباط - المغرب اليوم

قال عبد الجليل لحجمري، أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، إنّ التّجربة اليابانية أثبتت أنّ رهان التّقدّم والرُّقِيِّ لا يقوم إلّا على تأهيل الرّأسمال البشري، وتعليمِه، وتثقيفِه بأحدث العلوم والمعارف؛ لأنّه أساس النّهضة، والتّطوّر، والثّراء الحضاري.

وذكر لحجمري في كلمته ضمن ندوة تبحث في تجارب التّحديث والتّنمية باليابان، نُظِّمَت اليوم الاثنين في إطار الدّورة السادسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية تحت عنوان "آسيا أفقا للتّفكير"، أنّ اليابان قد استطاعَت خلال مساراتها التّاريخيّة الكبرى، ذات المراحل التّاريخية الفاعلة، من الميجي إلى ما بعد الحرب ثمّ مرحلة العَولمَة الرّاهنة، أن تجد لها موقعا رئيسا في العالَم المعاصِر.

واسترسل أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية متحدّثا عن الحضارة العريقة لليابان، وعلى راهنِها الذي "يفاجئنا ويُبهِرنا على الدّوام"، قائلا إن "مُجتمَعها لم يتخلَّ أبدا عن تراثه الثّقافي التّقليدي، أي إنّ التّحديث في تجربتها قامَ على أسس فلسفية وفكريّة رصينة، لا فقط على التوسّع التّقني والإنتاج الصّناعي، وقام على العلاقة مع البيئة، ومكانة العائِلَة في منظومة التّنشئة الاجتماعية، والرّغبة المتواصِلة في التّعلّم، وعشق الفنون والآداب، وهو ما يستثمر به هذا البلد، وبغيره، في الإنسان والمجتمع، ويدفع بهما إلى أقصى درجات الابتكار والحرية والنّجاح".

واستحضر المتحدّث آراء مؤرِّخين يؤكّدون أن تجربة النّهوض اليابانية تستمدّ مصدرها من حركة الميجي في الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصرة، المتراوحة بين 1868 و1912، وآراء من يعود بهذه التّجربة إلى الفترة الممتدّة من القرن السّادس عشر إلى مطلع القرن التاسع عشر، باتّباع سياسة اجتماعية واقتصادية تهتمّ بالعلوم والتِّقانة، وابتكار نموذج تعليميّ متين في القراءة والكتابة والحساب والعلوم والموسيقى والفنون والأخلاق.

وزاد أنّ استثمار اليابان في الإنسان والمجتمع كان بشعار واحد ووحيد، هو "ترسيخ قوّة العلم والعمَل على تشجيع المعرفة باللغات والثّقافات الأجنبية، ليتيسَّرَ الانفتاح على العالم".

ووضع أمين السّرّ الدائم لأكاديمية المملكة اليابان في سياقها الآسيوي الذي يعرف تطوُّرا متصاعِدا على كلّ المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتّنموية الكبرى، مستحضرا موقعها المتميِّز والفاعل، وتاريخها وحضارتها وقدرتها على إحداث نموٍّ اقتصادي سريع ومثير للاهتمام، وطبيعة مشروعاتها التّنمويّة النّاجحة والمؤثِّرة في اقتصاديات العالَم المعاصِر، لامتلاكها حوالي سبعة وخمسين شركة من بين الأغنى والأكثر نفوذا في العالم، والعامل الأساسي في قوَّتها التنافسية العالمية المتمثِّل في تخصيصها ميزانية للبحث العلمي والتّقنيّ تزيد عن مائة وخمسين مليار دولار سنويا، لتتبوأ بذلك المرتبة الثالثة في هذا المجال بعد الولايات المتّحدة الأمريكية والاتّحاد الأوروبي بأكمله.

كما يستند النّهوض الاقتصادي الياباني، وفق لحجمري، إلى جملة من الرّكائز، أهمّها "تشجيع اقتصاد السّوق ليكون فاعلا في الحياة الاقتصادية، وابتكار صناعات جديدة تيسّر لها الانفتاح على العالَم الخارجيّ، مع توفير الموارد المالية الضّرورية لإنشاء البنى التّحتيّة للنّقل والمواصلات"، وهو ما جعلها ثالث اقتصاد عالميّ بعد الولايات المتّحدة الأمريكية والصّين، وكذلك بفضل ابتكاراتها التّكنولوجية المتقدّمة، وقوَّتها التجارية والمالية، حيث تعدّ "بورصة طوكيو" واحدة من الأسواق الماليّة الرّائدة في العالم، فضلا عن رِيادة إنتاجها الثّقافي عالميّا من خلال ألعاب الفيديو، ورسوم "المانجا" الشّهيرة، وقصائد الهايكو.

كلّ هذا جعل اهتمام العالم، حَسَبَ أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، منذ دخول اليابان مرحلة التّحديث في نهاية القرن التّاسع عشر، يزداد بنموذَجها التّنموي في الاقتصاد والإدارة، والإنتاج، والتّربية والتّعليم، والعمل الجادّ، والاجتهاد المتواصل المستنِد إلى التزام الفرد بروح العمل الجماعي الضّامن لتحقيق الجودة في جميع الميادين.

وهو ما دفع أكاديمية المملكة المغربية، وفق المتحدّث الذي أُؤتُمِنَ على سرِّها، إلى وضع التّجربة التّنموية اليابانية "موضع تأمُّل علمي وفكري، تتطلّع من خلاله إلى الاقتراب من فهم هذه التّجربة في مختلف تفاصيلِها الاقتصادية والثّقافية والسياسية والاجتماعية والتّاريخية، واستخلاص عناصر النّجاح فيها، وعيا منها بأنّ أحد أدوارها الطّلائعية خلقُ فضاء أكاديمي للتّفكير في السُّبُل الكفيلة بالإفادة من تجارب الأمم وهي تبني نهضتَها، وتُحَدِّثُ مجتمعاتها".

 

قد يهمك ايضا
أكاديمية المملكة المغربية تكرم الدكتور بنعبد الجليل‎
الأكاديمية المغربية تستكشف التجارب الهندية في التّحديث والتّنمية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الرئيس الغامبي يحل في المملكة المغربية لقضاء جزء من…
الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس
الملك محمد السادس يُقيم مأدبة عشاء رسمية على شرف…
طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في…
انتخاب محمد ولد الرشيد رئيساً لمجلس المستشارين خلفاً للنعم…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

الأمير هشام يشكر الملك محمد السادس لمساعدته في إجلاء…
مهرجان فيلم المرأة في سلا يُكرّم سعدية لديب والغنانة…
إيلون ماسك يثير جدلًا واسعًا بعد تعليقه على محاولة…
الملك تشارلز يعايد الأمير هاري بيوم ميلاده رغم توتر…
بشرى تحتفل بزفافها للمرة الثانية على الطريقة المغربية