الرباط - المغرب اليوم
لم يكن عبد الصّمد الإدريسي، المغربي ابن مدينة الناظور البالغ من العمر 39 سنة، يعلم أنّه سيصبح طبّاخا ذات يوم في الدّيار الفرنسية، وهو الذي زاول منذ صغره عددا من المهن البسيطة في مسقط رأسه، وكان أبعدَ ما يكون عن مجال الطّبخ.
قبل 11 سنة، اختار الشاب المغربي الهجرة إلى أوروبا، بعد الاقتران بشريكة حياته المقيمة بفرنسا، وهكذا تغيّرت حياته حسب ظروف العيش الجديدة في المهجر، وبدأت تراوده آمال كثيرة في إثبات الذّات، وأوّل تحدٍّ واجه عبد الصّمد هو البحث عن عملٍ لائق لتوفير لقمة العيش له ولعائلته البسيطة، وهكذا تنقّل بين عدد من المهن قبل أن تستقرّ قناعتهُ على مجال الطّبخ بعد أن حصل على عمل في مطعم أحد الفنادق المصنّفة في مدينة "Saint-Genis-Pouilly" الفرنسية.
اشتغل الإدريسي إلى جانب ثلّة من الطبّاخين الماهرين، واستطاع بفضل تفانيه في العمل ومجهوداته المتواصلة وسرعة اكتسابه لهذا الفنّ، أن يصبح، بعد فترة وجيزة، أحد ركائز هذا المطعم، ولم تكن لديه من قبلُ أيّة فكرة عن فنّ إعداد "البيتزا".
وأضاف الشاب المغربي: "شغفت بطبخ البيتزا، فطلبت من أحد الأخصائيين في المطعم أن يعلّمني كيفية إعدادها، غير أنّه رفض ذلك مخافةَ أن آخذَ مكانه"، ويضيف: "كانتْ هذه الجملة التي تلقّيتها من طبّاخ البيتزا الحافزَ القويّ الذي دفعني إلى تعلّم هذا الفنّ مهما يكن الأمر. وهكذا، بعد مرور الأيّام، تبدّلت موازين حياتي من طباخ في مطعم مصنّف في الدّيار الفرنسية إلى صانع بيتزا بسيط لحسابي بعدما اشتريت مطعما صغيرا متخصصا في هذه الأكلة، وتمكّنت في فترة وجيزة أن أحقّق أحلامي".
شارك الإدريسي أوّل مرة في مسابقة أحس صانع "بيتزا" في فرنسا، ولسوء حظّه حل في الرّتبة الأخيرة، غير أن ذلك لم ينلْ من عزيمته، وكان سعيدًا بالمشاركة في حد ذاتها ولم تكن تهمّه النتيجة وهو في بداية المشوار.
وأردف في هذا الصدد: "كانت هذه المشاركة نقطة تحوّل في حياتي؛ إذ بعدها مباشرة اكتسبت عزيمة قويّة دفعت بي إلى بذل جهد مضاعف لتعلّم هذا الفنّ، وبالتّالي فرض ذاتي في المجال، فشرعتُ أشارك في كلّ مسابقة يتمّ الإعلان عنها دون كلل أو ملل لمدّة حوالي خمس سنوات".
"هذه العزيمة القوية التي تملّكتني، منحتني تجربةً خاصّة اكتسبتها خلال هذه المدّة كانت وراء حصدي للمرتبة الأولى لنسخة البطل العالمي لصناعة البيتزا سنة 2019 المقامة في إيطاليا"، يقول الإدريسي قبل أن يضيف أن "التّنافس في هذه المسابقة كان حادًا وعلى أشدّه بين أزيد من 350 مشاركا من شتى دول العالم، وقد تمكّنت بفضل الله وعونه أن أفوز عليهم جميعًا وأحقق الرّتبة الأولى وأحصل على اللّقب العالمي".
وبخصوص أهدافه المستقبلية وطموحاته، يقول الإدريسي: "من بين ما أخطّط له حاليا في هذا المجال أن أحقّق النجاح في مشروعي الذي أقمته حاليا، وهو عبارة عن مطعم للبيتزا أطلقت عليه اسم Street Pizza، وكذلك أحلم بأن أنشئ مركزا في المغرب لتعلّم طريقة تحضير البيتزا من أجل تشجيع الشباب على المشاركة في مثل هذه المسابقات وإثبات ذواتهم في هذا المجال المتميّز".
قد يهمك ايضا :