الرباط - المغرب اليوم
لليوم الخامس على التوالي، ما يزال مواطنان مغربيان عالقين في قلب المنطقة الدولية بمطار إسطنبول، بعدما سحب منهما جوازا سفرهما، دون توفير مكان يمكنهما المكوث فيه
ويبحث المغربيان، شاب وشابة، عن حلّ يحفظ كرامتهما الإنسانية في فترة الأزمة الحالية التي يشهدها العالم بفعل جائحة فيروس كورونا المستجدّ، بعدما بقيا يفترشان الأرض في المنطقة الدولية بالمطار.
وقال وليد، أحد العالقَين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ مسؤولي المطار رفضوا أن يردوا إليه جواز سفره متحجّجين بأنّ ذلك يدخل ضمن الإجراءات الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات، وهو ما يعني أنّه لا يستطيع الصعود إلى المنطقة المعفاة جمركيا، ولا صرف العملة، ولا شراء أي شيء.
وأضاف قائلا: "لا نطلب شيئا خارج القانون، بل نريد حلا فقط للجلوس والنوم مثل إنسان، أو أن تتكلف القنصلية المغربية فنذهب إلى فندق خارج المطار، لا أن نبقى مفترشين الأرض".
وأوضّح المصرّح أنّ وجهته كانت هي كييف الأوكرانية، لا إسطنبول، لكنّه وصل إليها في الثانية بعد منتصف الليل فقيل له إنّ أوكرانيا منعت دخول أيّ أجنبي ابتداء من منتصف الليل، ليترك في طائرة الخطوط الجوية التركية مع آخرين أعيدوا بعدها إلى تركيا.
وذكر المتحدّث أنّه بعد العودة إلى تركيا، سحبت منهم جوازات سفرهم وهم في الطائرة، ثم طلب منهم الانتظار وقيل إنّ هناك رحلة في يوم غد انتظروها قبل أن يعلن إلغاؤها، ثم قيل إنّ عليهم الانتظار للرجوع إلى المغرب دون إعطائهم جوازات سفرهم.
هذه الرحلة التي كان من المزمع أن تنقل وليد إلى كييف بعدما انطلقت من مطار الدار البيضاء المغربية، جعلته مسجونا في مطار إسطنبول مع مواطنة مغربية، بعدما ألغيت رحلتان أخريان كان من المرتقب أن تعودا بهما إلى بلدهما، قبل أن يقول لهما مسؤولو المطار إنّ "الحلّ الوحيد هو إرسالهما إلى تونس أو الجزائر"، حيث سيبقيان داخل المطار، وهو ما رفضاه.
ووضّح المتحدّث أنّه يحاول الاتصال بالقنصلية المغربية في إسطنبول لكن لا أحد يجيب، بينما هو الشابة المغربية الأخرى يفترشان الأرض دون مكان للنوم ولا للأكل، وفي غياب للاهتمام من المشتغلين بالمطار، بل منهم من يريد افتعال مشاكل و"يريد التعامل بعنصرية" معهما.
كما ذكر وليد أنّه طلب مكانا للراحة والجلوس، ووجبات، فقال له المخاطب في المطار إنّه لا يمكنه القيام بشيء، مجدّدا التأكيد أنّه يتصل بالقنصلية ولا جواب، وهو ما يعني أنّها لا تعرف أنّهما محبوسان داخل المطار وأنّ جوازَي سفرهما قد أُخِذا منهما، وأنّهما يعاملان معاملة سيئة ويُستفزَّان لخلق مشاكل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هسبريس سبق أن نقلت، في الأسبوع الجاري، معاناة مئات المغاربة العالقين داخل تركيا، وتفاصيل تعاملهم مع قنصلية البلاد بإسطنبول، بفعل إغلاق المملكة مجالها الجوي والتدابير الاحترازية التي اتخذتها دول العالم للحدّ من انتشار وباء "كورونا" المستجد.
قد يهمك ايضا
السفارة المغربية تنسّق مع الصين لحماية المغتربين من فيروس "كورونا"