الرباط - المغرب اليوم
من عُمق أزمة جائحة "كورونا"، المُسدلة لستائرها، حاليا، على كل أصقاع العالم، استلهم المصور الفوتوغرافي حمزة امحيمدات، فكرة تحويل الصمت الجاثم على شوارع العاصمة الفرنسية باريس، على غرار شوارع باقي عواصم ومدن العالم، إلى لوحات فنية تنطق بصمْتها، وثّقها بعدسة آلة تصويره.
حمزة امحيمدات واحد من بين المغاربة العالقين في الخارج، بعد إغلاق المملكة لمنافذها الجوية والبرية والبحرية، قبل شهرين، منْعا لتسرّب الوباء العالمي، لكنه لم يركن إلى سرير غرفته في الفندق ينتظر أن يحين موعد العودة إلى البلاد، بل استغلّ الفرصة وجعل من الوباء مصدرا للإبداع.
وبدون سابق تخطيط، انبثقت أمام المصور الشاب فكرة تنظيم معرض سماه منذ الآن: "نداء الروح في زمن كورونا"، سيَعرض فيه، بعد عودته إلى المغرب، الصور التي التقطتها عدسته داخل غرفة "الإقامة الجبرية" في الفندق، الذي حتّم عليه الفيروس التاجي أن يقضي فيه أسابيع من الحجر الصحي، وتعكس الأحاسيس التي تمور بها دواخله، إضافة إلى صور التقطها في الفضاءات العامة بباريس، تعكس واقع حياة الباريسيين في زمن "كورونا".
امحيمدات حوّل غرفته في الفندق بعاصمة الأنوار إلى فضاء للفن والإبداع الفوتوغرافي، واتخذ فعْل التصوير وسيلة للتعبير عمّا تختلج به النفوس الوجِلة خوفا من الفيروس المتربص بالأرواح، دونما حاجة إلى كلمات، ذلك أن تفاصيل تقاسيم الوجوه والنظرات التائهة المتسائلة، التي تلتقطها العدسة، تكون أحيانا أبلغ من الكلمات.
يقول امحيمدات متحدثا عن أيام الحجر الصحي في عاصمة الأنوار: "في البداية كان الأمر صعبا، ولكن بعد أسبوع استطعت أن أخلق فرصا فنية داخل غرفتي بالفندق، واستغللت فضاءها الذي لا يتيح هامشَ حرية واسعا، للاشتغال على الأحاسيس، وترجمتها إلى صور حية، من خلال التصوير الذاتي Autoportrait".
وأضاف، في تصريح ، "فكرة هذه التيمة انبثقت من رغبة داخلية في الإصغاء إلى الذات، ومحاولة البحث عن أسلوب جديد في التصوير، لذلك فكرت في التصوير الذاتي، إذ انتقلت من مصوِّر إلى مصوَّر، تتولى الكاميرا مهمة تصويره في وضعيات مختلفة، تحكي كلها تفاصيل الظرفية الاستثنائية الراهنة".
ويواصل الفوتوغرافي الشاب، الذي نظم عددا من معارض الصور الفوتوغرافية، كان آخرَها معرض "أحاسيس على خشبة المسرح" بالعاصمة الرباط، حديثه قائلا: "عنوان "نداء الروح في زمن كورونا"، الذي اخترته لمعرضي المقبل، يجسّد ما عانتْه أرواح البشرية خلال هذه الأيام"، مشيرا إلى أن المعرض سيضم، بالإضافة إلى صوره الشخصية، صورا أخرى التقطها خارج الفندق، تعكس المشهد العام بباريس في زمن الحجر الصحي.
وقد يهمك ايضا:
المغرب يُسجل 23 إصابة جديدة بـ"كورونا" والوفيات تواصل الانخفاض
اليوبي يكشف عن عدد حالات الإصابة بكورونا التي لازالت في المستشفيات