الرباط - المغرب اليوم
قدم الكاتب المغربي فؤاد العروي، بالعاصمة الفرنسية باريس، مؤلفه الجديد "الله، الرياضيات، الجنون" في عرض ما قبل الأول لإطلاق الكتاب في المكتبات.
ويعد الكتاب الواقع في 272 صفحة، الصادر عن دار النشر "روبير لافون"، بمثابة غوص في تاريخ المغرب، وفلسفة الرياضيات، ويعرض فيه فؤاد العروي شخصيات مذهلة بمصائر مبهرة ومأساوية أحيانا أو مثيرة.
ويميز الكاتب عبر دراسة دقيقة بين ثلاثة أشكال من الجنون لدى علماء الرياضيات، الذين يربطون جميعهم تخصصاتهم الثلاثة بالله. كما يثير العروي في مؤلفه عددا من التساؤلات من قبيل هل يمر الطريق إلى الله عبر الذكاء والحساب؟ وهل يمكن بلوغ حقيقة العالم؟
وقال سفير المملكة المغربية المعتمد لدى الجمهورية الفرنسية، شكيب بنموسى، إن هذا المؤلف يتميز بكثافته، حيث نقف على ذوق فؤاد العروي ونهمه للقصص، لكن أيضا ذاكرته الحية التي تتيح له المزج بين حكايات ومفاهيم معقدة في بعض الأحيان، وبين دراسات دقيقة، وأبحاث موثقة، وذكريات شخصية.
ويعرض فؤاد العروي في هذا الكتاب لعلماء رياضيات استثنائيين، يفسرون ويمثلون العالم انطلاقا من شغفهم بالرياضيات، أو يتناولون عوالم أخرى مجهولة لا ارتباط لها بالواقع.
وأضاف بنموسى، الذي كان يتحدث أمام ثلة من المثقفين ورجال العلم من فرنسا والمغرب، أن مؤلف فؤاد العروي يدفع إلى التفكير في هذا الجنون لدى بعض علماء الرياضيات، والذي يتخذ أحيانا أشكالا هادئة، لكن قد تتحول إلى أشكال غاضبة.
وقال فؤاد العروي، في تصريح صحافي، إن هذا المؤلف "هو في النهاية عبارة عن تفكير حول تطور الرياضيات، وفلسفتها، كما يعد رواية على نحو ما؛ ذلك أنني في النهاية أحكي قصص بعض علماء الرياضيات".
ويعتقد فؤاد العروي أنه أطلق بمؤلفه الجديد نقاشا حول هذه الإشكالية الفلسفية المتمثلة في "كيف يمكن فهم العالم؟"، و"ماذا نفعل لفهم العالم؟"، و"كيف نوفق بين الإيمان والعقل؟"، وهو نقاش دائم مازال قائما اليوم.
وأدارت اللقاء، الذي جاء في إطار الملتقيات التي تنظمها سفارة المغرب بفرنسا كل أربعاء، ريتا ديروزيير، الحاصلة على دكتوراه في الرياضيات من مدرسة البوليتكنيك.
وتندرج هذه الندوة ضمن سلسلة اللقاءات التي دأبت سفارة المغرب بباريس على تنظيمها حول مواضيع ذات راهنية، ثقافية واقتصادية واجتماعية، بالنسبة للعلاقات المغربية الفرنسية.