الرئيسية » ناس في الأخبار
جواهر الشامسي

دبي ـ المغرب اليوم

«غيّرتُ نظرة المجتمع إلى عملي.. وأحببتُ الطيور الجارحة وعوّدتها على تقبّلي والتجاوب معي»، بنبرة لم تخلُ من التحدي جاءت هذه الكلمات على لسان مدربة الطيور والجوارح، المواطنة جواهر الشامسي، التي رأت أن «المصادفة» منحتها فرصة لخوض تحدٍّ مجتمعي ووظيفي، وضعها في الصدارة بين رائدات العمل النسائي في مهن ووظائف خطرة وفريدة.

ست سنوات من الجهد والتدريب والعمل مع كل أنواع الطيور، داخل حديقة الحيوانات بالعين، كانت كفيلة بارتقاء جواهر الشامسي، سلّماً وظيفياً لمهنة طالما حملت شعار «للرجال فقط»، فتحولت من مدربة إلى مشرفة تدريب الطيور والجوارح.

«عشقي للطيور دفعني إلى الاقتراب منها منذ صغري، إذ سعيتُ بكل السبل للتفاهم معها وخلق لغة تحاور مشتركة بيننا».. هكذا تحدثت الشامسي، عن الأسباب التي جعلتها تتجه لهذا العمل الذي يصنفه كثيرون بـ«الخطر»، موضحة أنها منذ طفولتها كانت تحب مشاهدة الأفلام والقنوات الوثائقية وبرامج عالم الحيوانات والحياة البرية، كما كانت تهوى تربية حيوانات وطيور أليفة ومنزلية، مثل الأرانب والقطط والحمام والسلاحف في حديقة بيتها.

وأضافت: «اهتمامي بالطيور والحيوانات لم يتراجع بعد أن كبرت وتخرجت في تخصص إدارة الفعاليات السياحية من معهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا، بل كان دافعاً الى أن تكون أولى وجهاتي للبحث عن وظيفة هي حديقة الحيوانات بالعين، لأكون قريبة من هذا العالم، وبالمصادفة وجدت وظيفة شاغرة كانت مدربة طيور، وهو ما مثَّل لي مفاجأة وشغفاً لقبول التحدي والدخول في عالم الجوارح، وكان لإدارة الحديقة الفضل في تدريبي وتجهيزي لهذه المهمة بالصورة المطلوبة، وهو ما دفعني إلى الاستفادة من هذه المصادفة، وخلق بداخلي تحدياً ورغبة في النجاح».

وتتابع الشامسي: «في بداية عملي بالحديقة عام 2012 واجهت تحديات عدة، أبرزها نظرة المجتمع لمهنتي، بالإضافة إلى تحدٍّ آخر كان مفاجئاً لي وهو عدم تقبّل الطيور لوجودي كأنثى في المكان، إذ إنها اعتادت على التعامل مع الذكور، لكن دعم عائلتي وأصدقائي كان بمثابة نقطة انطلاق للتغلب على نظرة الناس والطيور، فصار كل من حولي متعاوناً معي في اتخاذ هذا القرار، برغم تخوف الجميع من فكرة تدريب الطيور الجارحة وخطورتها، ولكن بعد أن وجدوا مني الرغبة والإمكانية للقيام بذلك، دعموا اختياري وساندوني في تجاوز صعوباته، وهو ما انعكس إيجاباً على نظرة ابنتيَّ إلى عملي، لدرجة أن ابنتي الكبرى (ميرة - 10 سنوات)، تطمح الى أن تصبح مروضة أسود».

وأكدت أنها في بداية تعاملها مع الطيور، لاسيما الجوارح، واجهت إشكالية بسبب عباءتها، إذ إن اللون الأسود كان يخيف الطيور، فنصحها زملاؤها بتغيير ملابسها أو لون العباءة على أقل تقدير، لكنها رفضت الأمر وقررت ترويض الطيور بعباءتها، كي تعتاد عليها بشكلها الحقيقي.

وقالت: «كنتُ أقضي ساعات طويلة مع الطيور، حتى تحبني وتعتادني، وبدأت في التعامل مع الطيور الصغيرة، وتدرجت حتى أصبحت لدي القدرة على التعامل مع العقبان والنسور والصقور والبوم، وكنت أتعلم وضع الطير على يدي، وأمشي به، وأقوم بتغذيته وقياس وزنه والعناية به، وخلال أقل من ثلاثة أشهر من عملي تحولت علاقتي بالطيور من الرعاية والمتابعة إلى الترويض، إذ بدأت أتدرب على ذلك لأتمكن من تقديم عروض لزوار الحديقة، وكان التدريب يحتاج إلى صبر كبير، فالفقرة الواحدة التي تعرض لدقيقتين، يتطلب التدريب المسبق لها جهداً يراوح ما بين ثلاثة وخمسة أشهر كاملة، حتى حققت النجاح الذي تشاركني فيه الطيور من خلال عروض يومية تسمى (جوارح الصحراء) تقدم يومياً للزوار».

وعن صعوبة تعاملها مع الطيور الجارحة، قالت الشامسي: «تدريب الطيور يختلف بحسب النوع وطبيعة الصيد، فهناك طيور تعتمد على حاسة النظر، فيتم تدريبها بما يشبه فريستها، أما البوم فهي من الطيور التي تعتمد على حاسة السمع، وتعد الصقور من أسرع الطيور تدريباً، حيث يستغرق تدريبها ما بين 10 و20 يوماً، مع اختلاف المدة ونوع التدريب في حال كانت مشاركاتنا بعروض خارجية، حتى يتعود الطير على المكان والمساحة الجديدة المختلفة عن مساحة الحديقة المعتاد عليها، ونعتمد في تدريبنا للطيور على نظرية المكافأة، ففي حال استجاب الطائر لنا، نقدم له طعامه المفضل، وبالكميات التي يحتاجها»، لافتة الى أن «العقبان تُعد أصعب أنواع الطيور في التدريب، نظراً لطبيعتها العنيدة، وكبر حجمها وقوتها».

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الرئيس الغامبي يحل في المملكة المغربية لقضاء جزء من…
الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس
الملك محمد السادس يُقيم مأدبة عشاء رسمية على شرف…
طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في…
انتخاب محمد ولد الرشيد رئيساً لمجلس المستشارين خلفاً للنعم…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

الأمير هشام يشكر الملك محمد السادس لمساعدته في إجلاء…
مهرجان فيلم المرأة في سلا يُكرّم سعدية لديب والغنانة…
إيلون ماسك يثير جدلًا واسعًا بعد تعليقه على محاولة…
الملك تشارلز يعايد الأمير هاري بيوم ميلاده رغم توتر…
بشرى تحتفل بزفافها للمرة الثانية على الطريقة المغربية