الرباط - المغرب اليوم
صدرت حديثا للكاتب والقاص محمد لغويبي، ابن مدينة وزان، رواية اختار لها عنوان "مشي أقل".
الرواية الصادرة عن دار النشر "القرويين"، تعتبر ثامن إصدارات لغويبي ضمن منجزه، الذي يتوزع بين القصة القصيرة والرواية القصيرة والمقالة القصيرة أيضا. وهي تأتي بعد إصدارات كثيرة ومتنوعة: "نبوءة" سنة 2007، و"سيف من خشب" سنة 2009، و"شيء من حتى" عام 2014، و"كرونولوجيا سياسية من حكومة العهد إلى حكومة الوعد" سنة 2015، و"كلمات شتى" سنة 2016، إلى جانب رواية "ممشى الياسمين" الصادرة سنة 2016، وكتاب بعنوان "كرونولوجيا سياسية"، ومجموعة قصصية بعنوان "الملكوت" سنة 2017.
"وقف يراقب البحر في زرقته الداكنة والشمس في حمرتها المخضبة الخجلى، على ذلك المرتفع الموصول بالمدينة والبحر، يبدو كالسندباد يسأل البحر عن الغرقى الذين ابتلعهم والمراكب التي استقرت في القاع حين هوت إلى القعر، في حين استقر الراحلون في بطن الحوت، استعاد صورة الصديق الذي انتحر، بدا باسما، لومضة ثغره انسياب الملائكة في عيني طفل صغير يداعبه جده الهرم، وهو يجود عليه بكرم شيخوخته المتأخرة، كليلة العيد، قبل رؤية الهلال...كان الشاعر في داخله قد أكمل روعته واندهاشه، واستدار عائدا إلى الرحم حيث الزرقة اللامتناهية دائما تعود، لا تخلف الميعاد" يكتب لغويبي على غلاف الرواية.
بعيدا عن التقاليد المعروفة والجاهزة، بحث لغويبي عن بصمة مغايرة، وصفة روائية مختلفة قليلا، تؤسس رؤيتها الفنية الخاصة بها، دون أب، لكنها تنتصر للجذور والسماوات والشعر.. للحكاية وللإنسان من الداخل.. للأوطان والأفراد والجماعات قبل كل شيء.
وعلى نهج روايته الأولى "ممشى الياسمين" ثارت أنامل الكاتب على حماة الديار الوهميين، غير مبال بالعصف المأكول، ولا مكترث بالذوق البالي ولا مدفون مثل مومياء فرعونية مع ممتلكاتها الدنيوية الفانية، منتصرا للسرد الوجيز، وللرواية أيضا، بعيدا عن المحاكاة والتقليد ..
"مشي أقل" رواية تحلق على علو منخفض، تدور حول حكاية شاعر، حكاية شعراء عاشوا الحكاية وتنفسوا هواء الشعر، يحلمون بشارع طويل حر كقصيدة تنتصر على قيودها وقيود سجانيها. في "مشي أقل نجد حلقة شعراء مجاورين للنص.. هي حلقة لا غير. أدرك أن قوة السلسلة تقاس بأضعف حلقاتها! أنا وأنت من هذه الحلقة، نحن الأضعف، نحن الأقوى في زمن اللاحب" يقول الكاتب المغربي محمد لغويبي لجريدة هسبريس.