القاهره-المغرب اليوم
أجمع فنانون على أن هناك عدة طرق لتحديد الهوية الثقافية، خصوصا منها الثقافات التي تعيش وضعا خاصا، وذلك في ندوة "حوار الثقافات عبر الفن"، المنظمة بدار الثقافة في مدينة القصر الكبير، ضمن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لتلاقح الثقافات، الذي تنظمه جمعية "اللوكوس للسياحة المستدامة".
وأوضح فنان آلات النفخ الهوائية الفرنسي ميكي مونطنارو أن الثقافة الريفية في فرنسا غير ممنوعة، لكنها منبوذة ومهمشة ولا تنال نصيبها من الظهور في الإعلام.
وبمناسبة حضور فرقة "مركز فجر الحرية" بالمهرجان، أوضح المتحدث أن الفلسطينيين يعيشون وضعا صعبا لإبراز ثقافتهم، مؤكدا أن الفنان عندما يتحدث عن وضعية المجتمع "إنما يتحدث عنها من وجهة نظره الخاصة والشخصية".
وفي السياق ذاته، قال رئيس "مركز فجر الحرية" الفلسطيني إن الهوية الوطنية من وجهة نظره "هي جواز سفر يتنقل به أشخاص إلى دول ثانية للتعريف بثقافتهم وسلوكياتهم".
وأضاف أن الثقافة الفلسطينية، مثلا، رغم الظروف القاسية لا تزال "قادرة على الحفاظ على هويتها، وعلى التواصل مع باقي الشعوب من خلال الموسيقى والرقص الفولكلوري، دون الحاجة إلى لغة أو مترجم".
وأوضح أن المركز الذي يرأسه يعمل على ترسيخ الهوية في الطفل منذ سن الخامسة، "كي يكون قادرا على نقل التراث الفلسطيني إلى الخارج عندما يصل إلى المرحلة العمرية المناسبة".
من جهته، طرح رشيد الجلولي سؤال حق الثقافات الضعيفة في العيش مقابل ما تفرضه الثقافات القوية من سيطرة تتاح لها بسبب ما تملكه من عتاد مالي وتكنولوجي وغيره.
وقال إن كل الثقافات، أيا كانت درجة بساطتها، يوجد بها قانون لا مرئي، لكنه عنيد وكاسح، "يدفعها إلى التوسع ويرفعها، في عينها، إلى مقام الحقائق المقدسة التي لا يجوز التشكيك فيها".
من جهتها، تناولت الفنانة الإسبانية ماريا مفهوم التراث الثقافي والهوية الثقافية المرتبطين بالعادات والتقاليد، باختلاف أنواعها.
ويتواصل المهرجان الدولي لتلاقح الثقافات إلى 16 أكتوبر، بمشاركة وفود فنية وثقافية وتربوية يبلغ عدد أفرادها أكثر من 100 أجنبي ينتمون إلى 9 دول، هي: كولومبيا، بلغاريا، غينيا بيساو، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، أمريكا، إضافة إلى المغرب البلد المنظم.