مراكش - المغرب اليوم
بسلسلة جبال الأطلس الكبير، وتعتبر نضالها في هذا الشأن الذي ولجته منذ كانت تلميذة بالتعليم الثانوي، حيث كانت تنشط في النادي البيئي رفقة أستاذتها خديجة زكريط، واجبا.
فاطمة واعلي حاصلة على دبلوم الدراسات الجامعية في الأدب الإنجليزي ودبلوم في المعلوميات، كرست حياتها لرعاية النساء في أعماق جبال تغدوين، المنطقة المعروفة بتضاريسها الوعرة وطقسها البارد في فصل الشتاء والانتشار المهول للأمية والهشاشة الاجتماعية، مستغلة تجربتها كموظفة في مؤسسة للقروض الصغرى من أجل تسليح الفتيات بمهن تمكنهن من الاستقلال المادي وتحسين ظروف حياتهن.
وبفضل ما راكمته من تجربة في مجال التطوع والعمل الجمعوي منذ انخراطها في جمعية المستقبل للأوراش والتنمية بمدينة أيت أورير بإقليم الحوز، فإن طموحها لا حدود له، بعدما قادها القدر سنة 2013 للعمل بمركز أربعاء تغدوين، فقررت تأسيس جمعية "إسومار" النسوية للتنمية بدوار "أنمر ايت واگستيت" رفقة مجموعة من نساء الدوار، كأول جمعية نسوية بالدواوير الجبلية.
أوعلي قالت في حديث لهسبريس إن الهدف من عملها الجمعوي بالعالم القروي هو تغيير دور المرأة بالمجال الجبلي الذي يعرف ارتفاع نسبة الأمية والعادات والتقاليد المهينة والتهميش، من الاقتصار على جلب الحطب ورعي الغنم، إلى الفعل في تنمية محيطها وتربية أبنائها، من خلال ورشات التوعية والتكوين والتأطير وتقديم دروس محاربة الأمية، والمشاركة في مجموعة من معارض الصناعة التقليدية.
وبنبرة ملؤها التحدي، أكدت فاطمة أن الفرق بين التطوع في المجال الحضري والمجال القروي (الجبلي) شاسع، لأن "الثاني يعني صعود الجبال والمشي في الطبيعة والوديان لساعات من أجل رسم الفرحة على وجوه أناس بسطاء، كما يعني التضحية والتربية على قيم ومبادئ الاستقلالية والاعتماد على الذات ورفع التحديات. أما التطوع في المجال الحضري، فقد يكون سهلا ولا يتطلب سوى القليل من الجهد والصبر"، بتعبيرها.
وأبرزت فاطمة واعلي أن جمعيتها منكبة حاليا على إعداد مجموعة من المشاريع التنموية التي تتوخى تحسين ظروف فتيات ونساء جبال تغدوين، كتأسيس "روض للأطفال، وتقديم طلبات وتتبعها بخصوص بناء صهريج للماء بدوار "اسمرتي"، وإصلاح آخر بدوار انمر، وبناء ناد نسوي بمساعدة رجال وشباب الدوار، وخلق شراكة مع التدرج المهني من أجل استفادة التلميذات المنقطعات عن الدراسة من تعلم دروس الطرز والخياطه والفصالة ونسج الزرابي، والعمل على إعادة بناء مسجد أنمر".
وبخصوص الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، اعتبرت فاطمة أن هذا اليوم يشكل لحظة هامة للاعتراف بإنجازات المرأة ودعم مشاركاتها في مختلف المجالات؛ فهو "رمز لنضال المرأة عبر العصور".
وأوضحت بنبرة حزينة أن المرأة القروية في المناطق الجبلية عامة، وبالزات العليا خاصة، "تعاني الويلات في ظل غياب أبسط حقوقها"، موجهة رسالة قوية إلى المنظمات الحقوقية النسوية المعنية بالدفاع عن حرية المرأة، مضمونها أن "نساء دواوير الزات العليا لا يطالبن بمراكز القرار، ولسن موظفات يطالبن بنصف الدوام مقابل نصف الأجر، لا يطالبن بالتحرر في لباسهن، بل هن نساء اغتصبت حقوقهن ولا أحد يسمع شكواهن من أجل الحق في العيش الكريم والصحة والطريق لفك العزلة عنهن"، وفق تعبيرها.
نقلا عن هيبسبريس