الرباط - المغرب اليوم
أكد المعلق الرياضي الجزائري الأخضر بالريش أن المستويات والنتائج التي قدمتها المنتخبات العربية في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا لا تتناسب على الإطلاق مع المشاركة القياسية للكرة العربية بوجود أربعة منتخبات للمرة الأولى في تاريخ "المونديال".
واستثنى بالريش، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، المنتخب المغربي للمستوى الجيد الذي قدمه خلال هذه التظاهرة الكروية العاليمة، لكن شدد على أن "النتائج التي حققها ظلت مخيبة للآمال".
وقال بالريش: "كنا سعداء بالرقم القياسي لعدد المنتخبات العربية التي بلغت النهائيات، وهي أربعة منتخبات للمرة الأولى في التاريخ، لكننا فوجئنا بالمستويات الهزيلة التي قدمتها هذه المنتخبات، باستثناء المنتخب المغربي الذي قدم عروضا جيدة شرفت الكرة العربية عامة، والمغربية خاصة".
وأوضح المتحدث أن "المشكلة الخاصة بالمنتخب المغربي هي عدم فوزه في المباراة الأولى أمام نظيره الإيراني. لو فاز في هذه المباراة بعد سيطرته فيها على مجريات اللعب، لكانت له فرص أفضل، لكن يكفيه أنه تعادل مع إسبانيا وخسر بصعوبة أمام البرتغال".
وأشار بالريش إلى أن "المنتخب المغربي كان صاحب أفضل مشاركة عربية في المونديال الروسي، فيما كانت باقي المنتخبات العربية وكأنها لم تحضر. لم تكن المنتخبات الثلاثة الأخرى مقنعة، حيث حضرت لروسيا فقط من أجل المشاركة، بداية من المنتخب السعودي الذي عانى كثيرا من نقص لياقة لاعبيه الذين لا يشاركون في الدوري المحلي وأرسلوا إلى تجربة احترافية غير مفهومة وغير معروفة".
وأضاف المعلق الجزائري: "كذلك كان المنتخب المصري الذي يعتمد كثيرا على لاعب واحد هو محمد صلاح، حيث عانى في غياب هذا اللاعب كثيرا. وربما يشفع للفريق السعودي أنه حقق الفوز على المنتخب المصري في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة".
وأكد بالريش أن الفرصة كانت سانحة أمام المنتخبين المصري والسعودي في ظل مستوى هذه المجموعة، لا سيما وأن المنتخب الروسي لم يقدم مستويات كبيرة، ولا أتوقع أنه سيواصل طريقه بعيدا في هذه البطولة".
وأشار إلى أن "المنتخب التونسي أيضا كان في مجموعة يمكنه أن يحدث فيها شيئا، لكن غياب يوسف المساكني أثر سلبيا على الفريق بشكل كبير. المنتخبات التي تعتمد على لاعب واحد لا يمكنها مواصلة انطلاقتها. وحقق الفريق فوزا صعبا للغاية على بنما ولم يكن الأداء مقنعا. ربما تأثر الفريق بغياب أكثر من لاعب للإصابة وربما كان بعدم توظيف ومشاركة بعض اللاعبين".
وقال بالريش: "كنا نتوقع على الأقل وجود منتخبين عربيين في الدور الثاني، لكن هذا هو مستوى الكرة العربي. علينا أن نعيد حساباتنا ونعمل كثيرا على إعداد اللاعبين في مراحل مبكرة. لا يمكن إعداد منتخب في عام واحد. المنتخبان النيجيري والسنغالي كانا أفضل من المنتخبات العربية، وهو ما يدل على وجود خطة عمل وجهد كبير. مستوى المنتخبات العربية كان ضعيفا للغاية رغم وجود العديد من اللاعبين، خاصة في منتخبات المغرب العربي، ينشطون بأندية أوروبية كبيرة".
ولدى سؤاله عن رأيه في تنظيم "المونديال" الحالي، أجاب بالريش: "بصراحة، فوجئت. سبق لي تغطية عدد من بطولات كأس العالم والدورات الأولمبية. ولاحظت الآن أن الإعلام الغربي أوهمنا وأعطانا صورة سوداوية عن روسيا (الاشتراكية والشيوعية) حتى أوهمونا بعدم وجود أمن في هذا البلد، ولكننا وجدنا تنظيما رائعا وأمانا تاما وتيسيرا في العديد من الأمور الخاصة بالتنظيم والانتقالات. كما أن الملاعب رائعة والمدن جميلة والشعب الروسي مضياف. بصراحة، أعطانا الإعلام الغربي قبل حضورنا صورة مغايرة تماما لما شاهدناه على أرض الواقع".
وأضاف: "أهنئ روسيا على هذا التنظيم الجيد. في الثمانينيات، لم يكن الأمر هكذا حيث كان هناك نقص في المنشآت. روسيا الآن أكثر انفتاحا على العالم والفكر تغير عما كان في حقبة الاتحاد السوفيتي السابق".
وعن المستوى الفني والكروي في النسخة الحالية من "المونديال"، قال بالريش: "الأداء لم يرتق بعد إلى المستوى المتوقع. المنتخبات التي أظهرت تفوقا يأتي في مقدمتها المنتخب الكرواتي الذي أبهرنا بلاعبيه الكبار وأعاد للأذهان ذكريات المدرسة اليوغسلافية التي كانت تتمتع بالتفوق البدني والمهاري. المنتخب البرازيلي أيضا عاد من بعيد وهو ليس كالمنتخب البرازيلي الذي خسر على أرضه في 2014. وهناك أيضا المنتخب البلجيكي الذي يتحسن بمرور الوقت".
كما زاد لخضر بالريش: "توقعت ألا يذهب فيرناندو هييرو بالمنتخب الإسباني كثيرا إلى الأمام في هذه النسخة بسبب المشاكل التي واجهها قبيل بداية البطولة مباشرة بتغيير الإدارة الفنية وتأثير هذا على بعض اللاعبين الذين كانوا يميلون إلى هذا المدرب، إضافة إلى ضعف خبرة المدرب الجديد هييرو".
وعن ترشيحاته للفريق القادر على حسم اللقب، قال المعلق الرياضي الجزائري بالريش: "أرشح المنتخب البرازيلي. بعد خروج المنتخب الألماني، أصبح الباب مفتوحا لأكثر من فريق، ومنها أيضا منتخب فرنسا".