الرباط - المغرب اليوم
أثارت خرجات سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حول موضوع استعمال بعض مصطلحات الدارجة في التعليم غضب عدد من الوزراء، الذين اعتبروا أن "النقاش أخذ أكثر من حجمه في وقت تحتاج فيه البلاد إلى التركيز على أوراش كبرى مع بداية انطلاق الموسم السياسي".
وقال وزير في حكومة العثماني، فضّل عدم كشف هويته، إن عددا من الوزراء تفاجأوا من طريقة هجوم رئيس الحكومة على نور الدين عيوش خلال افتتاح أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، مورداً أن "العثماني، للأسف، تعامل مع جدل الدارجة من منظور حزبي ضيق وليس بمنطق حكومي".
وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة شن هجوما قويا على نور الدين عيوش، رجل الإعلام والاتصال، ووصف مبادرته في اعتماد الدارجة المغربية ضمن مقررات التدريس الابتدائي بـ"الداعشية السياسية والمدنية" التي تحاول الاصطياد في المياه العكرة.
مصدر حكومي آخر أوضح، في دردشة مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "رئيس الحكومة خضع لضغوطات حزبه في قضية الدارجة"، واعتبر أن "استعمال مصطلحات من العامية ليس بالضرورة استهداف للغة العربية أو خروج عن منطق الدستور كما يتم الترويج لذلك"، بتعبيره.
ورفضت جميع الأحزاب المشكلة للحكومة، باستثناء حزب العدالة والتنمية، الدخول في جدل إقحام بعض مفردات الدارجة ضمن المناهج الدراسية؛ وهو المعطى الذي يعكس عدم وجود رؤية موحدة داخل الأغلبية الحكومية للقضايا المرتبطة بإصلاح التعليم بالمغرب.
وحاول العثماني إخفاء خلافه الحكومي حول الدارجة بتأكيده على أن "الحكومة متفقة بهذا الخصوص، وليس هناك اختلاف بينها في هذا الأمر"، ولفت إلى أن "موقف الحكومة الرافض لإدماج الدارجة في المقررات التعليمية هو موقف المغرب الأصلي، الذي ما فتئ يدافع عنه المصلحون في هذا البلد من أمثال علال الفاسي والمهدي المنجرة وعبد الله كنون وغيرهم".
وكان نور الدين عيوش، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ورئيس مؤسسة زاكورة للتربية، اعتبر أن خرجة سعد الدين العثماني لإعلان رفضه استعمال الدارجة في المدرسة المغربية أملتها ممارسته السياسة. ونفى الرجل المثير للجدل الاتهامات التي وجهت إليه حول "خدمته للفرانكفونية ورغبته في الإجهاز على المدرسة المغربية وتجريد المغرب من هويته".