الرباط - المغرب اليوم
منذ الرحلة التي قام بها إلى المغرب قبل حوالي سبعة أشهر واتهامات بالفساد تلاحق سكوت بروت، رئيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، بينما تحقيقات كشفت أن زيارته إلى الرباط شابتها فضائح متعلقة بتبذير المال العام والعمل لفائدة لوبيات ضغط، وهو ما دفعه، مساء أمس الخميس إلى، إعلان استقالته رسمياً من منصبه.
وبعدما دافع عنه الرئيس الأمريكي بقوة، سابقاً، اضطر دونالد ترامب إلى قبول استقالة سكوت بروت بعد سلسلة فضائح مرتبطة بسلوكه الشخصي، واستخدامه أموال دافعي الضرائب في المهمات الرسمية التي يقوم بها خارج الولايات المتحدة. وكتب ترامب على تويتر: "قبلت استقالة سكوت بروت من منصبه رئيسا لوكالة حماية البيئة"، مرحّبا بـ"العمل الاستثنائي الذي قام به"، لكنه لم يعط تفاصيل في شأن أسباب استقالته.
وكانت الزيارة التي قام بها عضو الفريق الإداري لترامب إلى المغرب أثارت جدلاً واسعاً داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، لتكون الخطوة التي فجرت مزاعم فساد تلاحقه في السنوات الأخيرة، لاسيما أنه ناقش مع المسؤولين المغاربة مواضيع ليست من اختصاصه، من قبيل تزويد واشنطن للرباط بالغاز الطبيعي المسال.
تقارير أمريكية سابقة كشفت أن أحد أصدقاء رئيس وكالة حماية البيئة الأميركية، المنتمي إلى إحدى "جماعات الضغط"، تمكن من لعب دور تأثير غير اعتيادي في إعداد أجندة أعمال بروت خلال زيارته إلى المغرب، خلال شهر دجنبر من العام الماضي.
وقالت المصادر ذاتها إن "الحكومة المغربية استخدمت عضو جماعة الضغط ريتشارد سموتكين كخبير أجنبي مقابل 4 آلاف دولار شهرياً للدفاع عن صورة المغرب، وشارك في عدة اجتماعات مع بروت أثناء زيارته المملكة، التقيا خلالها بمسؤولين من عدة قطاعات صناعية".
بروت عقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في العاصمة المغربية، ووزير الطاقة والمعادن عزيز الرباح، ومدير الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى باكوري. لكن هذه اللقاءات فجرت غضب أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين استغربوا تركيز بروت على تعزيز صادرات الغاز الطبيعي، وهي ليست جزءاً من مهمة الوكالة خلال هذه المهمة الرسمية.
وفي تصريح سابق، تهرب المسؤول الأمريكي من التهم الموجهة إليه، مؤكدا أن "السفارة المغربية في واشنطن دعته إلى التفاوض حول حصة البيئة من اتفاقية التجارة الحرة، كما طلبت منه السفيرة المغربية إثارة قضية الغاز الطبيعي السائل حين كان في المغرب".
وكانت الحكومة المغربية ذكرت، على لسان ناطقها الرسمي مصطفى الخلفي، أن المسؤول الأمريكي زار المغرب في شهر دجنبر الماضي، والتقى مسؤولين مغاربة، على رأسهم الوزير عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، وكانت لقاءاته محط دراسة لكل ما يتعلق بالعلاقات الأمريكية المغربية في المجال الطاقي.