الرباط - المغرب اليوم
يعيشُ الآلافُ من القاصرين المغاربة حياة التشرُّدِ في مدن الجنوب الإسباني. أنور (17 سنة) واحدٌ من هؤلاء، قدِم من ثغر سبتة المحتل؛ بعدما نجح في الاختباء في أسفل شاحنة للنقل كانت متجهة إلى الضفة الأخرى.
وأمام هذا الوضعِ "الصعبِ"، تتجهُ حكومة مدريد كأول رد فعلٍ رسمي إلى توزيع هؤلاء الأطفال بالتساوي على مختلف الجهات الإسبانية بُغية تخفيف الضغط على بعضِ "النقط الساخنة".
وأعلنت حكومة بيدرو سانشيز الاشتراكية، التي تواجهُ واحدة من أصعب أزمات اللجوء والهجرة خلال السنوات الأخيرة، أنها تهدف بهذا القرار إلى حماية الأطفال المغاربة من وضع الهشاشة وبرد وحر المبيت في الشوارع والساحات العمومية، وكذا تخفيف الضغط على بعض الجهات، مثلًا الأندلس (2040 قاصرًا أجنبيًا)، وكتالونيا (961)، وبلاد الباسك (831)، ومدينة مليلية (703)، مقابل احتضان جهات نافارا 19 قاصًرا فقط، وإكستريمادورا ستة قاصرين، ولاريوخا واحد.
وبالرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل، التي ألزمت السلطات الإسبانية والمغربية بتوفير الحماية والرعاية له وفق المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، قد دخلت حيز التنفيذ سنة 2013، أعلنت حكومة سبتة المحتلة في أول تفاعل لها مع خطة مدريد أنها ستطالب بترحيل هؤلاء القاصرين إلى بلدانهم، وتفعيل اتفاق في هذا الشأن مع المغرب.
وتستند الحكومة الأندلسية على نص الاتفاق الموقع سنة 2013 بين إسبانيا والمغرب "لمنع الهجرة غير القانونية للقاصرين غير المصحوبين وضمان سبل عودتهم إلى ذويهم". وكان الهدف من هذه الاتفاقية، حسب ما صرّحت به المسؤولة في العلاقات الخارجية لوسائل إعلام إسبانية، "دعم عودة القاصرين إلى بلدانهم وحمايتهم من الاستغلال".
وتؤكد التقارير الإسبانية أن أغلب الأطفال المغاربة يتسللون إلى إسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية داخل تجويفات محدثة داخل سيارات تابعة لشبكات تهريب البشر، أو الاختباء في أسفل شاحنات النقل والتجارة التي تتنقل بين المملكتين، وتبقى أخطر طريقة هي المتمثلة في الركوب إلى جانب المهاجرين البالغين قوارب موت مهترئة.
وحسب أرقام رسمية صادرة عن الحكومة الإسبانية، فإنه "خلال عام 2016 كان هناك حوالي 3900 قاصر أجنبي غير مصحوبين بذويهم في مختلف المناطق المحتلة، من بينهم 1072 في الأندلس، و999 في مليلية، و246 في سبتة".
ويبلغ عدد القاصرين المغاربة الذين تسللوا إلى مدينة سبتة المحتلة بطرق غير قانونية، إلى حدود متم سنة 2017، حوالي 800 قاصر، يوجدون حاليا في مركز الإيواء الخاص بالقاصرين الأجانب غير المرفقين بأولياء أمورهم.
وحسب السلطة المحلية بالمدينة، فإن عدد القاصرين الذين تسللوا إلى مدينة سبتة المحتلة سنة 2017 هو 204 قاصرين، لينضافوا إلى أزيد من 500 قاصر كانوا قد تسللوا إلى المدينة ابتداء من سنة 2014.
وكانت لجنة الأمم المتحدة المكلفة بحقوق الأطفال طلبت من إسبانيا الكف عن ترحيل القاصرين المغاربة غير المرفقين بذويهم من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وتجهيز مراكز لإيوائهم؛ لأنهم في حاجة إلى مساعدة دولية.