الرباط - المغرب اليوم
كشف رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، أن غيابه عن الساحة السياسية وتواريه عن الأنظار في اللقاءات الحزبية منذ عزله من رئاسة الحكومة، وكذا فشله في قيادة العدالة والتنمية لولاية ثالثة، جعله يدخل في أزمة نفسية.
وأكد بنكيران، الذي كان يتحدث في ملتقى شبيبة حزبه العدالة والتنمية بالدار البيضاء، اليوم الاثنين، أنه كان "في حالة نفسية صعبة جدا"، قائلا: "راني مأزم"؛ كما أورد أنه يجد نفسه مضطرا للسكوت، وزاد مستدركا: "لكن ظروف البلاد جعلتني أفكر..مرة قلت يجب أن أقطع علاقتي مع الحزب".
وعرج الأمين العام السابق لـ"حزب المصباح" على مضامين خطاب الملك محمد السادس في عيد العرش، خاصة حين حديث العاهل المغربي عن إحساسه بأن "شيئا ما ينقصنا"، إذ قال بنكيران: "كنت أريد أن أقول للملك إن ما ينقصك هو أن يكون معك رجال مخلصون، فالشعب المغربي يعرف ملكه جيدا ويعرف أنه له نوايا حسنة ويريد تطوير بلاده، وأنه "رجل مزيان"".
وعاد رئيس الحكومة السابق إلى التصريحات التي أدلى بها القيادي في "البيجيدي" عبد العالي حامي الدين حول الملكية، حين وصفها بكونها تعيق التنمية، فعاتبه على ذلك قائلا: "ما قاله حامي الدين لا يجب أن يقوله؛ فلا يمكن السماح بالقول إن الملكية عائق للتنمية؛ بل هي ضامن الاستقرار"، قبل أن يعود للدفاع عن المستشار البرلماني قائلا: "لكن ليس أن يقول ذلك "نقجوه"، فإن أخطأ نرده..هو مستهدف حسب قناعاتنا، ولن نسلمه بغير حق".
وبعد أن أكد أنه وأعضاء الحزب المؤسسين قاموا بمراجعات لمواقفهم من الملكية دون أن يحصلوا على أموال أو يتلقوا اتصالا من مستشار ملكي، شدد على أن "الملكية ما باغياش لي يبندق ليها، وإنما لي يكون مسؤول في البلاد ويوقف"، وزاد: "في 20 فبراير ارتجت الأركان وكنا سندخل مسارا مجهولا، ثم قدرنا ألا نذهب فيه، ونقف إلى جانب نظامنا الملكي ونطالب بالإصلاح، واستجاب لنا الملك ثم الشعب؛ وهذا سر وصولنا إلى الحكومة".
زعيم الحزب كما وصفوه في التقديم، والذي هتفوا بعودته في كثير من المرات، دعا شبيبة العدالة والتنمية إلى "عدم التفريط في الملكية"، مضيفا: "شخص الملك يجب أن يحظى بالاحترام والتقدير".
ولكونه يعلم أن خرجته ستحدث ضجة وسط حزبه وقيادته، أكد بنكيران أنه لم يكن يرغب في القدوم، لأن حديثه السابق تسبب في ضجة، موردا: "قلت أنا نسكت كاع.. إلى هضرت على الحزب سيقولون تتدخل في القيادة، وإن تكلمت عن الحكومة سيقولون بنكيران من أسقطها".
ورغم أنه كان رئيسا للحكومة والمسؤول الأول عن برامجها ومشاريعها وسياستها الإستراتيجية، إلا أن بنكيران انتقد وضعية قطاع التعليم والصحة.
وقال بنكيران في هذا الصدد: "لا نطلب من المدرسة المغربية أن تكون مثل الأمريكية أو الفرنسية، ولكن نطلب أن يكون هناك تعليم مقبول، والأمر نفسه في المستشفيات التي صرنا بها أضحوكة ويصورها الأجانب"، في إشارة إلى تصوير مستعجلات ابن رشد بالبيضاء قبل أيام، وزاد: "هناك أمور كثيرة كتقطع القلب في البلد..هناك شباب يرمون أنفسهم في البحار ونساء كريمات يتعاطين للدعارة في الداخل والخارج بسبب الفقر المدقع".
وتابع رئيس السلطة التنفيذية السابق، الذي كان يخضع لإمرته وزير الاقتصاد والمالية والمشرفون على إعداد الميزانيات: "من يشتغلون على الميزانية لا يفكرون في الفقراء والمساكين، يعرفون المليارات والاستثمارات والمشاريع، والآخرون من لهم؟".
ولم يفوت بنكيران، الذي صام عن الكلام لأشهر، الفرصة دون مهاجمة خصومه، وعلى رأسهم نور الدين عيوش، رجل الإشهار وصاحب نظرية التعليم بالدارجة، إذ قال: "يجي واحد كيعتبر راسو صديق الملك ويصف المذهب المالكي بالمتخلف، وهو لا يعرف حتى الحديث بالعربية، فهذا غير معقول"