الرباط - المغرب اليوم
تحكي سيلفي بيكار، وهي كاتبة وصحافية تقيم بنيويورك، حكاية جدها السويسري لويس شواب وما عاشه في المغرب مطلع القرن الماضي، بعدما دفعها حب الاستطلاع إلى اقتفاء أثر ما ورد في مذكرات جدها الموقّعة باسم "لويس دوتوي"، عبر السفر إلى المغرب واستكشاف نهر أم الربيع من مصبه إلى منبعه.
ونشرت سيلفي بيكار تفاصيل رحلتها، انطلاقا من إحدى قصائد جدها تحت عنوان "على ضفاف أم الربيع". وفي ثنايا السرد والوصف، تحدثت عن مازاكان وإرث البرتغاليين في المدينة القديمة، أي مدينة الجديدة اليوم، محاولة إحياء ذكريات جدها المهندس الذي أُرسِل إلى المغرب، سنة 1920، في مهمة عمل للإشراف على بناء سد بوادي أم الربيع؛ غير أن حبه للسفر ونظم الشعر دفعه إلى كتابة مذكرات وتوقيعها باسم مستعار "لويس دوتواي".
وقالت بيكار إن "جدها أثّر في حياتها كمراهقة، وشكّلت تجربته الغنية سببا من بين الأسباب التي دفعت بها، لاحقا، إلى احتراف الكتابة في صحافة الأسفار"، مشيرة إلى أن جدها المهندس والشاعر أبدع شعرا رصينا؛ وهو ما دفعها بعد قرابة قرن إلى البحث تعقّب حياة الجد من خلال كتاباته حول بعض المناطق المغربية.
وجاء في حديثها أن التكنولوجيا والسفر والشعر شغفت حياة جدها، حيث ظهرت بعض قصائده في المجلات الفنية والصحف المحلية؛ ولكن بعد وفاته، جُمعت كتاباته في كتاب منشور باسم "ذا إنجينجر إن ريبوز"، وفي النص الذي كُتب في المقدمة حث لويس الكُتّاب على إدراك جمال الاختباء وراء قوة الماء وحتى وراء العملية الصناعية نفسها.
ووصفت بيكار ما عاينته خلال رحلتها من الدار البيضاء إلى مدينة الجديدة وأزمور ولالا عايشة البحرية وسد سيدي اسعيد معاشو وبني ملال وبين الويدان، مبدية في الوقت ذاته إعجابها بما يطبع المغاربة من تقاليد وعادات صاغ جدها عددا منها في قصائده.