الرباط - المغرب اليوم
صمّمت ثلاث شابات من أصول مغربية بإيطاليا تطبيقا معلوماتيا للتواصل الاجتماعي يشهد حاليا انتشارا كبيرا أصبح ينافس أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم.
فكرة إنشاء The Shukran جمعت منذ أواخر سنة 2015 كل من فاطنة الحمريط وسناء فرياط وسهام المودني اللواتي لا يربط بينهن سوى أصولهن المغربية بدأت تكبر شيئا فشيئا بعدما قام باحتضانها المحامي الإيطالي لوكا باووتشو، المعروف بـ"محامي المسلمين" باعتباره أول محام إيطالي دافع عن كثير من قضايا المسلمين أمام المحاكم الإيطالية، الذي شجع الشابات المغربيات على تنفيذ مشروعهن مقدما لهن يد المساعدة رفقة شركائه في موقع "يو ريبورتر" الذي يعد أهم موقع للفيديوهات بإيطاليا.
وبعد حوالي سنتين من التجربة، سيخرج "شكرا" في حلته الجديدة الخاصة ب الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية، والتي تشهد انتشارا واسعا جعلت منه أن يكون ابتداء من أكتوبر الماضي أحد أكثر التطبيقات تحميلا في العالم ليدخل دائرة الخمسين تطبيق الأولى بالنسبة إلى "غوغل ستور".
فاطنة الحمريط، إحدى مصممات "شكرا"، قالت، في تصريح لهسبريس، إن فكرة إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي لإبراز الوجه الحقيقي للمسلمين في العالم راودها منذ أن كانت طالبة في الجامعة، خاصة أمام الصورة النمطية التي ترسخت لدى الرأي العام الدولي عن المسلمين وغياب شبه تام لـ"الصورة الحقيقية للمسلمين"، "لا أقول تقديم صورة جميلة عن المسلمين وإنما في صورتهم الواقعية"، حسب تعبير فاطنة.
وأضافت الشابة المغربية، التي ازدادت بالصخيرات وانتقلت رفقة أسرتها إلى إيطاليا مباشرة بعد ولادتها، أنها كانت ترى أثر الدهشة عند الكثير من زوار معارضها باعتبارها فنانة تشكيلية شاركت في العديد من المعارض عندما يكتشفون أصولها أو دينها، نظرا للصورة النمطية التي تكونت لدى معظم الناس عن المرأة المسلمة.
وحسب المتحدثة ذاتها، فإنه لا يوجد أبلغ من الصورة للتعريف بأي شخص أو ثقافة أو بلد؛ وهو ما جعلها تفكر، رفقة صديقتيها سناء المنحدرة من مدينة تازة وسهام من مدينة القنيطرة، في إنشاء "شكرا" يقوم بالأساس على مشاركة صور شخصية وعائلية مع الآخرين والتفاعل معها.
وعن اختيار "خميسة" كشعار (لوغو) لـ"شكرا"، تعترف فاطنة بتأثير البيئة المغربية على مصمماتهن بالرغم من نشوئهن ودراستهن بإيطاليا، إضافة إلى أن خميسة التي قد تبدو أنها مغربية محضة هي رمز لدى مختلف الديانات الأخرى، وبالتالي فإن اتخاذها كلوغو للتطبيق كان بغرض الحرص على هدف نشر الود والتسامح بين مختلف الأجناس والأديان.
وبالرغم من حرص مؤسسات موقع "شكرا" على أن هذا الأخير ليس موجها إلى المسلمين فقط، فإن الأرقام الحالية توضح أن معظم "الشكريين" (الاسم الذي يطلق على مستعملي التطبيق) ينتمون إلى الدول الإسلامية، بما فيها دول جنوب آسيا كباكستان وبنغلاديش؛ وهو ما أعطى للتطبيق صفة العالمية، وجعل موقع غوغل يصنفه ضمن التطبيقات المعلوماتية المهمة خلال بداية السنة الجارية.
وعن اكتساح نسبة المسلمين لمستعملي "شكرا"، ترى فاطنة الحمريط، في الحديث ذاته الذي خصت به هسبريس، أن هذه المسألة جد إيجابية وأن رواد "شكرا" عبروا في مناسبات عديدة عن ارتياحهم لوجود فضاء افتراضي يمكنهم من تبادل بعض خصوصياتهم مع أشخاص يشعرون بأنهم مرتبطين بهم بحكم الدين بالرغم من البعد الجغرافي أو الإثني، وأن كثيرا من رواد شكرا يعبرون عن شكرهم عن الفرصة التي أتيحت لهم للتعرف عن عادات وتقاليد مسلمين آخرين كانوا يجهلون عنهم كل شيء أو أنهم بدورهم كانوا ضحية الصور النمطية التي يتم نشرها عن مسلمي هذا البلد أو ذاك.
وتأمل المغربيات الثلاث أن يصبح "شكرا" موقع الاتصال الاجتماعي الأول في المغرب قريبا، بعد الإقبال الهائل الذي شهده في الفترة الأخيرة، حيث أصبح يحتل التطبيق المذكور الرتبة الـ12 من حيث التحميل وفق نظام غوغل ستار.