الرباط - المغرب اليوم
دعا عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، مغاربة العالم، وخاصة الشباب منهم، إلى المساهمة في المشروع التنموي للمغرب، قائلا: "لا يمكن تصور مستقبل المغرب بدون أن يكون مغاربة العالم حاضرين فيه".
وأكد بنعتيق، في افتتاح أعمال الجامعية الصيفية الخاصة بأبناء وبنات الجالية، المنظمة بشراكة مع مجلس "جهة طنجة تطوان الحسيمة" وجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أن المغرب بحاجة إلى بناته وأبنائه المقيمين في الخارج، من أجل استكمال مشروعه المجتمعي الطموح.
وترمي الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، من خلال تنظيم الجامعة الصيفية الخاصة بأبناء وبنات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تستضيف 120 شابة وشابا، إلى ربطهم ببلدهم الأصلي، والاطلاع على التطور الذي تعرفه المملكة، على مختلف المستويات والأوجه.
وأكد بنعتيق، في الكلمة التي ألقاها أمام الشابات والشبان القادمين من مختلف بلدان العالم، أن أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج متميزون بالسلوك الإيجابي وبالاندماج السلس في مجتمعات بلدان الاستقبال، دون أن يعني ذلك التخلي عن أصولهم، محيِيا بالخصوص الأجيال التي ولدت وترعرت في بلدان الاستقبال وظلت محافظة على ارتباطها بوطنها الأم.
وستكون الجامعة الصيفية لفائدة بنات وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تنظم منذ سنة 2009، فرصة للمشاركين فيها لمناقشة عدد من القضايا المهمة؛ وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمغرب، وكذا الارتباط بالمرجعية الإسلامية للمغرب، والمتسمة بالوسطية والاعتدال، بما يحصنهم من التأثر بالأفكار المتطرفة التي تغزو العالم.
وفي هذا الإطار، حث الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة الشباب المشاركين في الجامعة الصيفية بتطوان على التمسك بهويتهم الدينية المغربية، وأن يكونوا جسرا لربط أصدقائهم المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي وتعريفهم بقضايا بلدهم الأصلي، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.
واستطرد بنعتيق أن الوزارة تطمح، من خلال الجامعات الصيفية التي تنظمها، إلى أن "يكون الجيل الرابع والخامس من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج قوة ضاغطة لشرح وتفسير كل ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية لمعرفة خصوصياتها ومساراتها الحقيقية".
من جهة أخرى، قال المسؤول الحكومي إن المغرب فهم واستوعب أنه لم يعد بلد عبور فقط للمهاجرين، ولذلك بحث عن الحلول التي يطرحها مشكل الهجرة، بنهج سياسات تحترم حقوق الإنسان، بخلاف الطريقة التي تعتمدها بعض الدول، والقائمة على إغلاق الأبواب في صفوف المهاجرين أو طردهم.
وأشار المتحدث إلى السياسة الجديدة التي ينهجها المغرب في مجال الهجرة واللجوء، والتي مكنت من تسوية الوضعية القانونية لأزيد من خمسين ألف مهاجرة ومهاجر، نالوا جملة من الحقوق المكفولة للمواطنين المغاربة؛ كحق الاستفادة من السكن الاجتماعي، والرعاية الصحية، والحق في التعليم.
وستستمر الدورة العاشرة للجامعة الصيفية بتطوان إلى غاية 22 يوليوز الجاري، حيث سيستفيد المشاركون فيها من عدد من الأنشطة الثقافية والترفيهية؛ ومنها محاضرة حول الوحدة الترابية للمغرب، يلقيها الخبير محمد بنحمو، وورشات موضوعاتية حول الإسلام والمجتمع، وندوة حول دور الشباب المغربي المقيم بالخارج في تطوير الاقتصاد المغربي.