ألنيف - المغرب اليوم
أحيت مدينة ألنيف، الواقعة بالجنوب الشرقي للمملكة، النسخة الثانية من مسابقة أحيدوس التي تنظمها جمعية بوكافر للتنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية والتي تتنافس عليها فرقُ أحيدوس من أقاليم الراشيدية وتنغير وزاكورة وورزازات.
وتستند اللجنة في تقييمها فِرَقَ أحيدوس على معايير؛ من بينها: الهندام واللباس، والإيقاع الموسيقي لضربة البندير، والموضوع الذي تغني حوله الفرقة وكلماته، بهدف تشجيع الفرق على الإبداع في أحيدوس، وتثمين هذا الفن في نسخته الجنوب شرقية.
يتحلق زوار وسكان مدينة ألنيف حول ساحة تشهد إحياء مراسيم الزواج الجماعي، وتنظيمَ مسابقة أحيدوس. وتتوسط هذه الساحةُ معلمتين إحداهما تاريخية وأخرى طبيعية. فيسُرُّ ناظريها شموخ أسوار قصر ألنيف التاريخي، وخُضرةُ واحة ألنيف النابضة حياةً في قلب القيظ.
تنطلق المسابقة، وتدخل إحدى الفرق المشاركة، فتأسرُ القلوبَ بضع دقائق. وكلما ذكر حدث تاريخي من قبيل معركة بوكافر التي خاضها عسو أوبسلام ضد الاحتلال الفرنسي، تتوالى التصفيقات من لدن الجمهور وبعض أعضاء لجنة التحكيم، بينما يختار آخرُون الإيماء برؤوسهم تزكية وتأمينا.
يرى علي مرتو، من الجالية المقيمة بالخارج وعضو جمعية بوكافر، أن الهدف الأكبر والأساس من مسابقة أحيدوس ليس هو "أن تفوز الفرقة الأولى مثل تنافس كروي، بل الهدف هو أن يصعد الجميع وأن نشجع فن أحيدوس في الجنوب الشرقي".
وأضاف مرتو أن هذه المسابقة تعريفٌ بهذا الفن؛ لأنه "تراث لا مادي بالمغرب لا يحظى لسوء الحظ بتشجيع من وزارة الثقافة والسلطات المختصة".
وزاد المتحدث قائلا: "إن الجمعيات والفاعلين في المنطقة يريدون تثمين ودفع هذا الفن عن طريق تشجيع هذه الفرق الموسيقية، من أجل أن تبدع في هذا الفن الأصيل والعريق في البلاد".
صون للتقاليد
أجمل لحسن مزياني، ممثل فرقة إفرَّاحن تاغزوت، سبب مشاركة فرقته في "الحفاظ على هذا التراث".
واسترسل المتحدث موضحا أن فن أحيدوس "يجب أن نحافظ عليه حتى لا ينقرض، وأن نعطيه قيمة"، مشيرا في السياق نفسه إلى أن فرقته قدمت من تاغزوت آيت عطا بإقليم تنغير، وأن "كل فرقة تأتي إلى ألنيف تمثل جماعتها، ونفسها في هذه المسابقة".
من جهتها، ترى سكينة بولانوار، المشرفة على العروسات في أعراس ألنيف الجماعية، أن هذا النشاط من بين الأنشطة التي تمثل منطقة ألنيف وتقاليدها.
وأضافت سكينة بولانوار، في تصريح لهسبريس، أن أحيدوسَ منطقةِ الجنوبِ الشرقي "عندَهُ قيمة" و"يجب علينا الحفاظ عليه"؛ لأنه عن طريق المحافظة عليه وعلى الموروثات الأخرى المادية والرمزية لألنيف والجنوب الشرقي "نحافظ على تقاليد المنطقة، وتراثها، وتاريخها".