الرباط ـ المغرب اليوم
قد لا يملك الكثير من الشباب الشجاعة لخوض غمار سباقات الفروسية التقليدية "التبوريدة"، نظرا إلى ما يمكن أن يترتب عن ركوب الجواد والجري به بسرعة فائقة، وكذا إطلاق النار، من خطر على الفارس. لكن إبراهيم البوجعودي استطاع أن يكسب هذا التحدي، رغم صِغَر سنه، وأصبح أصغر فارس يشارك في سباقات "التبوريدة" بمعرض الفرس بالجديدة.
يبلغ البوجعودي، عضو فرقة الفرسان أولاد يوسف، الممثلة لجهة بني ملال-خنيفرة، من العمر 18 عاما. ورغم حداثة سنه، يخوض سباقات "التبوريدة" بثقة عالية في النفس، جنبا إلى جنب مع الفرسان الذين يكبرونه بسنوات كثيرة.
حين شارك إبراهيم البوجعودي في أول سباق لـ"التبوريدة"، وأطلق البارود في الهواء، وهو على متن صهوة جواده، لم يكن عمره يتعدى 16 عاما، لكنّه قبل أن يصل إلى هذه المرحلة خضع لتدريبات مكثفة، وهو لا يزال بعد طفلا صغيرا، على أيدي فرسان ذوي تجربة، علّموه طريقة قيادة الجواد والتعامل معه في الحلبة، وبعد ذلك كيفية التعامل مع البندقية وطريقة إطلاق النار.
"من شحال هادي وانا كنمارس التبوريدة، ما نقدرش نقولك هي هواية ولا شي حاجة بحال هاكا، هي كتكون في الدم وصافي"، يقول إبراهيم وهو يستعد لخوض غمار سباق جديد من سباقات "التبوريدة" بمعرض الفرس بالجديدة، قبل أن يضيف "كنمارس هاد الهواية حيت كنلقا فيها راحتي، وكنعطي فيها گاع الطاقة اللي عندي ف الداخل ديالي".
لا يخفي إبراهيم أنّ شعورا بالخوف داهمه قبل أن يخوض أول سباق لـ"التبوريدة" قبل عامين، لكنه تغلب على خوفه وخاض السباق بنجاح، والسرّ في ذلك، كما جاء على لسانه، "هو أنه ما يمكنش تخاف من واحد الحاجة اللي انت باغيها". وبعد السباق الأول تلاشى الخوف، وأضحى الشاب ذو الثمانية عشر ربيعا يتشوّق لاعتلاء صهوة جواده، والضغط على زناد البندقية التقليدية المحشوة بالبارود.
علاقة الحب التي تجمع إبراهيم بفن "التبوريدة" انطلقت منذ حداثة سنه، حيث كان مولوعا بحضور سباقات "التبوريدة"، وبعد ذلك بدأ يتلقى معلومات حول هذه الهواية، قبل أن يتعلم قيادة الجواد، بالركوب على صهوته دون سرج، بمساعدة أشخاص آخرين، إلى أن أصبح قادرًا على قيادة جواده بمنتهى الإتقان.
يبدو إبراهيم، بعد سنتين فقط من خوضه أول سباق للفروسية التقليدية، خبيرا بعوالم "التبوريدة"، فقد تعلم طُرق قيادة الجواد، والمصطلحات التي يستعملها "المقدمين" لتطويعه، لكنه يحذّر الشباب المقبلين على مزاولة هذه الهواية من البارود، ويدعوهم إلى التعاطي معه بحذر، ذلك أن أي خلل في كمية الشحنة التي يُشحن بها جوف البندقية، أو عدم إغلاق "المكحلة" بإحكام، يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب.