الرباط ـ المغرب اليوم
تمكن الرحالان المغربيان يوسف الهواس ومحمد سعيد الجباري من إتمام رحلة على متن دراجة ثلاثية العجلات من صنع شخصي، تعمل بالطاقة الشمسية، انطلقت من فرنسا ومرت بـ12 بلدا قبل أن تصل إلى الصين.
وقد بلغت مسافة هذه الرحلة 13 ألف كيلومتر، قطعها البطلان المغربيان خلال مدة 100 يوم، حيث حظيا لدى وصولهما باحتفال في مدينة "غوانغزو" الصينية، خصوصا أن البطل الجباري كان الشخص الوحيد الذي يعاني من إعاقة من بين المشاركين في رحلة "Sun trip" الدولية.
حري بالذكر أيضا أن الدراجة المغربية هي الوحيدة التي تمكنت من الوصول، بالرغم من أنها من صنع شخصي؛ بينما فشلت باقي الدراجات الأخرى الشبيهة، في حين تمكنت الدراجات التجارية من إكمال الرحلة أيضا.
يشار إلى أن الدراجة من صنع ابن مدينة طنجة المهندس يوسف الهواس، الذي كان قد صممها لتعمل بالطاقة الشمسية وتلائم أيضا ذوي الإعاقة في الوقت ذاته.
وعن هذه الرحلة، يقول المهندس يوسف الهواس: سيبقى الموعد مميزا ومحطة تاريخية في حياتي، حيث مثّلنا المغرب أنا وأخي وصديقي محمد سعيد الجباري فيما يعدّ أول مشاركة مغربية عربية إفريقية في "رحلة الشمس"، والتي تكللت بالنجاح بفضل الله.
وعن أهداف الرحلة،يقول الهواس: "تمكنّا بفضل الله من تحقيق كل أهداف الرحلة والمتمثلة، أولا، في ابتكار وتصميم أول عربة تعمل بالطاقة الشمسية والطاقة البدنية على الصعيد الوطني والتي أثبتت فعاليتها على أصعب طرقات العالم".
"كما أننا قطعنا أزيد من 13 ألف كيلومتر في مختلف التضاريس وكل أنواع المناخ. وإن هذه الدراجة بتصميمها الفريد من نوعه مكنت الصديق محمد سعيد، الذي يعيش وضعية إعاقة، من تحقيق ذاته والبرهنة للعالم أجمع على أن الشخص المعاق يستطيع تحقيق المعجزات واختراق جميع الحواجز لو أتيحت له الفرصة والمساعدة" يوضح الهواس.
وبمناسبة الحديث عن الرحالة الجباري، يضيف الهواس: "أشكره كثيرا لأنه وضع ثقته في وائتمنني على حياته وراحته طوال هذه الرحلة التي لم تخل، ولو لساعة واحدة، من مخاطر.. سواء السير على الطرقات مع أضخم الشاحنات، المبيت في الخلاء في أماكن تكثر فيها الأفاعي والعقارب، التعرض للجوع والعطش، وكذا السير في المجهول بين الصحاري والجبال والطرق الموحشة غير المعبدة"..
وبخصوص الدعم الذي تلقته الرحلة وتأثيره عليها، يوضح ابن طنجة: "كان بالإمكان الحصول على مرتبات متقدمة والوصول في وقت أقصر لو أتيحت لنا الإمكانات المادية.. لقد تطلب مني، خصوصا هذا الإنجاز (الدراجة)، عدة سنوات من الجهد والتفكير والاجتهاد.. وبمجرد الإعلان عن هذا الحدث منذ أزيد من سنة ألغيت جميع التزاماتي العملية وتفرغت بالكامل لهذا المشروع".
ويواصل يوسف سردَ تفاصيل إتمام الرحلة: "من أجل تمويل هذا المشروع، لجأت إلى مالي الخاص والاقتراض من بعض الأقارب والأصدقاء وبعض المساعدات من بعض الشركات الخاصة؛ لأنني كنت أرى فيه مشروعا وطنيا يخدم مصلحة البلاد، ولا بد من التضحية لتحقيقه".
ويختم المتحدث: "أعذر كل من توانى عن مساعدتي ومد يد العون لي؛ لأن المشروع كان مجنونا وغير قابل للتطبيق حتى في الأحلام.. فهل ستتمكن دراجة مصنعة محليا من طرف شخص مجهول وبإمكانات بسيطة أن تقطع كل هذه المسافة بدون مشاكل؟ هل ستمكن هذه الدراجة المصممة وفق تصاميم فريدة من نوعها، هل سيتمكن شخصان، أحدهما في وضعية إعاقة، من تحقيق الهدف والوصول إلى النقطة المطلوبة؟".
الإجابة عن هذه الأسئلة كانت بتحقيق البطلين المغربيين هذا الإنجاز غير المسبوق، حيث رددا معا النشيد الوطني المغربي خلال لحظة استقبالهما في لحظة يقرّ البطلان بأنها ستبقى خالدة في ذهنهما إلى الأبد.