لندن - سامر شهاب
عادت إلى بريطانيا العديد من أنواع الفراشات مرة أخرى هذا العام بعد أسوأ صيف على الإطلاق في العام 2012، ولكن بعض العاملين في الحدائق والبساتين قد يكونون غير مسرورين بهذه العودة، حيث يوجد من بين هذه الفراشات الفراشة ذات الدوائر الملفوفة، والفراشات الصغيرة البيضاء، لما يمثلانه من انتهاكات للحدائق، وهما أكثر الفراشات العائدة في أكبر تجمّع عدديّ
للفراشات في العالم.
وشهد هذان النوعان زيادة في العدد بنسبة 300٪ في عدد الفراشات الكبيرة، حيث سجل 46 ألف شخص أنهم رأَوا 830 ألف فراشة، بالإضافة إلى فراشات صغيرة تطير من منطقة سيسيليز وحتى جزر شتلاند البريطانية.
واستمرت فترة العدّ ستة أسابيع بدءًا من شهر تموز / يوليو وحتى آب/ أغسطس، ونظمتها مؤسسة "الحفاظ على الفراشات" وبدعم من "ماركس آند سبنسر"، وسجّلت أربعة أضعاف عدد الفراشات الذين كانوا في العام 2012، وأسوأ عام بالنسبة إلى الأنواع منذ أن بدأت تسجيل الأرقام قبل قرابة 40 عامًا.
واليرقات من الفراشات البيضاء الكبيرة والصغيرة لديها ولع بنبات الكرنب والبراعم من النباتات، وهو ما يثير غضب العديد من العاملين في الحدائق، وعادت أنواع عدّة من الفراشات في جميع أنحاء بريطانيا، مثل فراشة الطاووس والفراشة الصغيرة والسلحفاه، وارتفعت أعداد الفراشات الصغيرة بنسبة 388 ٪ مقارنة بالعام 2012، بينما ارتفعت أعداد فراشة الطاووس بأكثر من 3,500 ٪.
ووصف مدير الدراسات الاستقصائية في مؤسسة "Butterfly Conservation, / الحفاظ على الفراشات"، ريتشارد فوكس، صيف العام 2013 بأنه "بصيص أمل" للفراشات الخاصة بنا.
وقال "لقد كان صيفًا لا يُنسَى حقًا للفراشات، كان مشهدًا رائعًا لآلاف عدّة من الناس أن يشاهدوا مثل هذه العدد الضخم من الفراشات".
وأضاف "إنه مشهد يُذكِّرنا بأن الفراشات قادرة على الصمود، وتزدهر طبقًا للطقس الجيّد والظروف المناسبة".
وحذّر فوكس من أن الطقس المشمس لا يكفي لجعل الفراشات تقوم بعملها ووظيفتها جيدًا، لأن العلماء أثبتوا أن فقدان الموطن، وليس تقلبات الطقس، هو سبب الانخفاض على المدى الطويل في تعداد الفراشات.
وأوضح فوكس "إن الطقس ليس أمرًا جديدًا على الفراشات، وما لم تتوقعه الفراشات هو أن البشر سوف يخترعون مزارع صناعية منذ 50 عامًا، وتحويل مساحات واسعة من الريف البريطاني التي لم تتغير كثيرًا منذ ألف سنة، ونحن لا نطلب أن نُعيد عقارب الساعة إلى الوراء لبعض المناطق الريفية، بل نسعى للحفاظ على الأنواع ومواطن الفراشات التي لدينا كأنها تراثنا".
وسأل استطلاع الرأي على الإنترنت الناس لتسجيل 21 نوعًا من الفراشات المعروفة والشائعة، ولكن العديد من المتطوعين سجّلوا عددًا من الأنواع النادرة، وكانت الفراشة الفضية ضيفًا دائمًا في البداية للعديد من الحدائق.
والفراشة الذهبية الكبيرة تم إعادة استعمارها للعديد من الأماكن في الجنوب الشرقي بعد أن اختفت لمدة 50 عامًا.
وكان المنظر الأكثر غرابة في ما رآه الآلاف هو الفراشات الصفراء والفراشات المهاجرة التي وصلت من القارة، ولا يزال يصل منها العديد في خريف هذا العام.
وعلى الرغم من زيادة ما بين 15 من 21 نوعًا من الأنواع الشائعة في هذا العام، مع وجود 12 نوعًا تتمتع بمكاسب كبيرة لا تقل عن 50 ٪، ليس كل الفراشات استمتعت بأشعة الشمس، فقد تراجعت أعداد فراشة "المرج البني" والفراشات " الرخامية البيضاء" هذا الصيف.